مقال

الدكروري يكتب عن إسلام أبو العاص بن الربيع

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إسلام أبو العاص بن الربيع
بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد خرج أبو العاص بن الربيع زوج السيدة زينب بنت النبي صلي الله عليه وسلم في سنة ست من الهجرة إلى الشام في تجارة له، فلما انصرف بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة مولاه في كثف من المسلمين لاعتراض العير التي أقبل فيها أبو العاص، فاستاقها وأسره، فأتي به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعث إلى زينب رضي الله عنها يستجير بها، ويقال بل حاص حيصة حتى أتى زينب، فاستجار بها، فأجارته، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح، قالت، وهي في صفة النساء أيها الناس، إني قد أجرت أبا العاص ابن الربيع ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أيها الناس أسمعتم ما سمعت؟ قالوا نعم، قال ” فو الذي نفسي بيده ما علمت بما كان حتي سمعت ما سمعتم، إنه يجير على المسلمين أدناهم ”

ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، عند انصرافهم من المسجد، فقال ” يا بنية أكرمي مثواه، ولا يخلصن إليك، وبعث إلى المسلمين ممن كَان في السرية ” إنكم قد عرفتم مكان هذا الرجل منا، فإن تردوا عليه ماله فإنا نحب ذلك، وإلا تردوه فأنتم أملك بفيئكم الذي جعله الله لكم” فقالوا بل نرده يا رسول الله، فردوا عليه ماله وجميع ما كان معه، وقد أسلم أبو العاص بن الربيع رضي الله عنه، فردّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه زينب رضي الله عنها بنكاح جديد، ويُقال بل ردّها بالنكاح الأول ، وكان ردّها في شهر المحرم سنة سبعة من الهجرة، وكان إسلامه بعد أن ردوا عليه ماله ما فقد منه شيئا، احتمل إلى مكة، فأدى إلى كل ذي مال من قريش ماله الذي كان أبضع معه، ثم قال “يا معشر قريش، هل لأحد منكم مال لم يأخذه؟”

قالوا جزاك الله خيرا، فقد وجدناك وفيّا كريما، قال “فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، والله ما منعني من الإسلام إلا تخوف أن تظنوا أني آكل أموالكم، فلما أدّاها الله عز وجل إليكم أسلمت” ثم خرج حتى قَدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما، وحسن إسلامه، وردّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته عليه، وقد ولدت السيدة زينب رضي الله عنها عليّا وأمامة، وكان أبو العاص رضي الله عنه قد جعل عليّا ابنه وهو سبط الرسول صلى الله عليه وسلم في قبيلة للرضاعة، ثم استرجعه النبي صلى الله عليه وسلم بعد رضاعته وربّاه في كنفه، وعلي رضي الله عنه هو الذي ردف النبي على ناقته يوم الفتح، وتوفي وهو في عمر الشباب.

وكانت السيدة فاطمة البتول رضي الله عنها قد أوصت زوجها عليّا رضي الله عنه بأن يتزوج أمامة، فتزوجها بناء على هذه الوصية، وكان علي بن أبي طالب رضي لله عنه قد أمر المغيرة بن نوفل بن الحارث أن يتزوج أمامة زوجته بعده، فتزوجت المغيرة بإذن الحسن رضي الله عنه، فولدت أمامة للمغيرة ابنا اسمه يحيى ولم يعقب، وقيل إنها لم تلد لا لعليّ ولا للمغيرة رضي الله عنهم أجمعين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى