مقال

الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية “جزء 9”

الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية “جزء 9”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء التاسع مع الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية، وكان مع الحسين بن على بن أبى طالب، خمسة من أخوانه، وستة عشر من بني هاشم وآخرون، وبنو هاشم، أو الهاشميون هم قبيلة عربية عدنانية إحدى فروع قبيلة قريش ولهم بطون وأفخاذ كثيرة، وكان موطنهم الحجاز بالمملكة العربية السعودية ولكنهم انتشروا في أماكن متفرقة من بلدان العالم الإسلامي، وهم من المقصود بهم آل البيت والذي ينتسب إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، محمد بن عبد الله رسول الله، وكان عددهم قرابة المائة، وبدأ القتال بين الطرفين وأصيب جميع الرجال ما عدا عليا بن الحسين وأتي برأس الحسين إلى عبيد الله، وعلي بن الحسين، هو أبو الحسن علي السجّاد بن الحسين بن علي بن أبي طالب، المعروف أيضا بلقب زين العابدين.

 

وهو رابع أئمة الشيعة بكل طوائفهم، ولما أتى الرأس بين يدي عبيد الله أخذ يضع عصاه على فم الحسين ثم يقول إن أبا عبد الله قد كان شمط، فغضب أنس بن مالك وقال كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان مخضوبا بالوسمة، ثم أمر عبيد الله بمنزل لنساء الحسين وبناته وأهله وأجرى عليهن رزقا وأمر لهن بنفقة وكسوة، وبعد ذلك أرسل عبيد الله بن زياد، أهل البيت إلى يزيد بن معاويه، وأرسل معهم رأس الحسين، فلما رآه يزيد بكى وقال لو كان بينه وبينه رحم ما فعل هذا، وقال علي بن الحسين، قتل الحسين وأدخلنا الكوفة فلقينا رجل فأدخلنا منزله فألحفنا فنمت فلم أستيقظ إلا بحس الخيل في الأزقة فحملنا إلى يزيد فدمعت عينه حين رآنا وأعطانا ما شئنا.

 

وقال يزيد والله ما علمت بخروج أبي عبد الله حين خرج ولا بقتله حين قتل، ثم استشار فقال النعمان بن بشير يا أمير المؤمنين اصنع بهم ما كان يصنع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو رآهم بهذه الحينة، ثم قالت فاطمة بنت الحسين يا يزيد بنات رسول الله سبايا؟ فبكى بكاء شديدا وبكى أهله حتى علت أصواتهم، ثم أمر بأخذهم إلى الحمام وأن يضربوا عليهم القباب وكساهم وأعطاهم الأعطيات، وفاطمه هى فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي، وهي الملقبة بفاطمة الكبرى وهى تابعية ومن رواة الحديث، وقد روت عن جدتها فاطمة الزهراء بنت النبى الكريم محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد روت عن أبيها الحسين بن علي بن أبي طالب وغيرهما.

 

وبروايتها الحديث تعتبر هى شخصية إسلامية ودينية، وقد قيل أن يزيد قام بصلب قاتل الحسين بن على، وكان هناك رفض من الصحابة ومن آل البيت لخروج الحسين بن على بن أبى طالب، إلى الكوفه، فقد قال له أبو سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري، وهو صحابي من صغار الصحابة، وأحد المكثرين لرواية الحديث النبوي الشريف، قال له يا أبا عبد الله إني لك ناصح ومشفق، وقد بلغني أن قوما من شيعتكم كاتبوك، فلا تخرج فإني سمعت أباك بالكوفة يقول والله إني لقد مللتهم وأبغضوني وملوني، وما بلوت منهم وفاء، ومن فاز بهم فإنما فاز بالسهم الأخيب، والله ما لهم ثبات ولا عزم ولا صبر على السيف، وقد قال له عبد الله بن الزبير يا حسين، أين تذهب؟ إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك؟

 

وهو عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي القرشي، وهو صحابي من صغار الصحابة، وابن الصحابي الزبير بن العوام، وأمه هي السيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق، وهو أول مولود للمسلمين في المدينة المنورة بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، إليها، وفارس قريش في زمانه والمُكنى بأبي بكر وأبي خبيب، وكان عبد الله بن الزبير أحد الوجوه البارزة التي دافعت عن الخليفة الثالث عثمان بن عفان حين حاصره الثائرون أثناء فتنة مقتله، وكما شارك في قيادة بعض معارك الفتوحات الإسلامية، وقد رفض ابن الزبير مبايعة يزيد بن معاوية خليفة للمسلمين بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان، فأخذه يزيد بالشدة، مما جعل ابن الزبير يعوذ بالبيت الحرام، وقد قال عبد الله بن عمرو بن العاص “عجل حسين قدره، عجل حسين قدره، والله لو أدركته ما كان ليخرج إلا أن يغلبني”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى