مقال

عمر الإنسان الحقيقي بيولوجي وليس زمنيا

جريدة الاضواء

عمر الإنسان الحقيقي بيولوجي وليس زمنيا

★آلُلُۆآء.أ. حٍ. سآميَ محٍمدِ شُلُتٌۆتٌ.

• كم من كبير مسن أنشط وأكثر حيوية من شاب في الثلاثينات أو الأربعينات، فيثير الدهشةوالإعجاب بلياقته وقدرته على الحركة من دون تعب أو إرهاق، حتى أنه لا يتمتع بهذا فقط، بل أنه يتمتع بشكل ومظهر وملامح أصغر من سنه الحقيقي، ويتساءل البعض كيف هذا، ولماذا؟والإجابة ببساطة في طبيعة الحياة ونوعية الغذاء وأمور آخرى كثيرة، إذا ما إتبعناها حافظنا على سر هذه الصحة وهذا المظهر الأصغر سنا.إذا كانت الخلايا صحيحة وسليمة وتفاعلاتها منتظمة كان عمر الانسان الحقيقي (البيولوجي) أصغر من عمره الزمني.. أي أن الإنسان في آلُستٌيَنْ حسب شهادة الميلاد لكن خلاياه الصحيحة النقية تجعله يبدو في الخـمسيَنْ أو دونها.. وهذا هو عمره الحقيقي.معنى ذلك أننا إذا لم نسئ معاملة أجسامنا بالعمل المرهق والأكل المتدني الفائدة، والتدخين والهواء الفاسد، فإننا نحيا حياة أفضل لا تشوبها المعاناة من الأمراض، ولا يعرقلها نقص القدرة البدنية.

• فنحن لا نستطيع ان نوقف مرور الأيام ولا أن ندفع الشيخوخة، لكننا نستطيع أن نحمي أنفسنا من ضعف العظام والمفاصل الذي يقعدنا عن الحركة، ومن ضعف البصر ومن ضعف جهاز المناعة الذي يجعلنا عرضة للجراثيم، ومن السمنة التي تسبب لنا السكر، ومن ضعف الذاكرة الذي يجعلنا نفقد سجل حياتنا وذكرياتنا.. بإختصار أننا نستطيع أن نكبر بنوعية صحة وحياة أفضل، وبإستمتاع بدلا من الألم والإكتئاب.
وسوف نبين فيما يلي ما يحدث في كل عضو وجزء من الجسم بمرور الأيام، وكيف يمكن أن نمنع الخراب ونقلل الخطر.
وسوف نكتشف أن الإهتمام بأجزاء تبدو غير مبهمة كالأسنان يساعد في الحقيقة على حمايتنا من أمراض خطيرة.

※القلب….. مع التقدم في مشوار الحياة تفقد الشرايين ليونتها ويصيبها نوع من التصلب، وهذا يؤدي إلى إبطاء سرعة مرور الدم ويعرض القلب لخطر الإصابة بالسكتة.
※ كذلك فان إهمال تنظيف الأسنان يضر بالقلب، حيث أن ترك الفضلات على الأسنان يؤدي إلى نمو الجراثيم والإصابة بأمراض اللثة، ومن ثم تنتقل هذه الجراثيم إلى شرايين القلب مسببة تورمها، ولمنع هذه الأخطار يجب تنظيف الأسنان بعد كل وجبة طعام خصوصا إذا كانت وجبة سكرية، وإذا لم تتوافر أدوات التنظيف فعلى الأقل بالمضمضة والفرك بالأصابع لإزالة العوالق. ويحمي الشرايين الإبتعاد عن الدهون الحيوانية والتدخين والضغط العصبي وممارسة الرياضة.
وجدت الابحاث أن تناول الثوم يحمي الشرايين من التصلب.

※ الرئتان…تصاب أنسجة الرئة بالتليف مع تعاقب إستخدامنا لها خلال حياتنا بالإضافة إلى الدخان والملوثات التي تلعب دورا خطيرا في حدوث ذلك، وتكون النتيجة ضعف الطاقة التنفسية، وتبين الأبحاث أن الطاقة التنفسية تنقص بمقدار «27%» خلال كل عقد من حياتنا وأن الأشخاص ذوي الطاقة التنفسية العالية هم الأفضل صحة ونشاطا لأن خلاياهم تحصل على حاجاتها من الاوكسجين لتقوم بنشاطاتها الحيوية.
لذا فالتعرض للهواء الطلق والإبتعاد عن الأجواء المغلقة، وممارسة تمارين التنفس العميق وتمارين الأيروبكس الخاصة بالقلب و الرئتين تساعد على منع التناقص المحتوم في الطاقة التنفسية.

※ الدماغ…. تصاب ألياف الدماغ بالإضمحلال والموت كلما تقدم بنا العمر، وهي كأي نسيج آخر تحتاج إلى التنشيط والحركة وإلا فإن الإنسان يصاب بتدهور الذاكرة. والأشخاص الكسولون ذهنيا أسرع وصولا إلى هذه المرحلة من غيرهم، وقد أثبتت الأبحاث أن ممارسة الألعاب الذهنية بدلا من مشاهدة التلفزيون تنشط آليات الدماغ وتحفظ الذاكرة، بل إن محاولة الكتابة باليد اليسرى لغير اليسراويين تساعد على نمو الألياف الدماغية لذا علينا أن نهتم بتنشيط تفكيرنا مثلما نهتم بتنشيط عضلاتنا.

※ العظام والمفاصل….يستمر الجسم في بناء العظام خلال مرحلة الطفولة والمراهقة ليبدأ بعد ذلك في مرحلة الأربعينات أو قبلها بفقدان ما بناه من كثافة عظمية، الأمر الذي يسبب في النهاية هشاشة العظام المصحوبة بالألام وسهولة التعرض للكسور، خصوصا بعد إنتهاء الدورة الشهرية و إنخفاض هرمون الإستروجين عند المرأة وبعد إنخفاض التسترون بعد الخمسين عند الرجل… ولذلك علينا أن نؤمن للعظام ما تحتاجه من الكالسيوم، أي حوالي ألف مليجرام سواء من الغذاء كالحليب أو من الحبوب الكاملة. بينت الأبحاث أن عظام المدخنين تعد أكبر سنا من عظام غير المدخنين بمعدل ست سنوات، وبينت الدراسات الرياضية أن المشي السريع يساعد على الحفاظ على متانة العظام.

※ العضلات….بلوغنا الأربعينات يفقد عضلاتنا قوتها وتصبح رخوة، مما يسبب إختلالا في توازن الجسم بالإضافة إلى المظهر المترهل ومن ناحية أخرى فان نقص الكتلة العضلية يساهم في زيادة الوزن، لأن العضلات تلعب دورا في حرق الشحوم، لذا فان تقوية العضلات بالتمارين الخاصة لذلك ومنها تمارين الأثقال الخفيفة تصبح ضرورية بالنسبة لنا في هذه المرحلة. بينت دراسة أن فاكهة العناب الزرقاء اللون Bluberru والمحتوية على مادة البوليفينولات Polyphenolics تساعد على اعادة بناء أنسجة العضلات.

※ الخصوبة… يستطيع جسم الرجل تكوين الحيوانات المطلوبة للإخصاب إلى عمر متقدم بينما يتوقف إفراز البويضات في جسم المرأة بعد الخامسة والأربعين كمعدل عام لكن بعض النساء وبسبب تراكم الملوثات في خلايا الجسم بفعل التدخين والتغذية الفقيرة يفقدن الخصوبة في عمر أصغر. في دراسة تبين أن إحدى المركبات الكيماوية السامة الموجودة في دخان السجائر تؤدي إلى تحفيز العامل الوراثي الذي يسبب موت البويضة، وفي الإمكان إطالة فترة الخصوبة من خلال الإهتمام بتوفير التغذية الصحية.

※السمنة… تسبب السمنة أمراضا كثيرة كامراض القلب والسكر والعقم، ويتعرض الجسم لزيادة الوزن عندما يزداد المأخوذ من الطاقة «الغذاء» عن المصروف منها. أي أن الأكل الكثير من دون ما يعادله من حركة أو تفكير يؤدي إلى إرتفاع الوزن.
وإذا أخذنا في الأعتبار أن عملية الحرق الغذائي تتباطأ بعد الخامسة والثلاثين بمعدل «6%»، مسببة إضافة «150» سعرة حرارية زائدة يوميا، فإن عدم تعديل غذائنا بصورة ملائمة لهذا التغير الذي يطرأ على نظام الحرق يعني اننا سيزداد وزنا بمقدار« 3-4» كيلوجرامات في السنة.لذا.. يجب إما تقليل وتعديل الغذاء أو رفع مستوى الحركة والرياضة وكذلك فان بناء العضلات في هذه المرحلة من خلال التمارين الخاصة بذلك يساعد على الاسراع في حرق الطاقة.. حيث أن العضلات كما اسلفنا تحرق السعرات الحرارية بمعدل أعلى من الشحوم.
ويجبا ن نتذكر دائما ان الوقاية من السمنة ليست مطلبا جماليا فحسب، بل مطلب صحي اساسي للوقاية من الامراض الخطيرة.

※ العيون….تضعف قدرتنا على الإبصار مع تقدم السن بنا، كما إننا قد نتعرض لأمراض العيون المرتبطة بالعمر مثل مرض «تلاشي البقعة البصرية Macular Degeneration» أو الماء الأبيض Cataract. وأشارت أكثر من دراسة إلى أن مضادات الاكسدة ومنها فيتامينات A,C,E وكذلك مادة «اللوتين Lutein» تحمي العيون من هذه الأمراض، لذا فالتركيز على تناول الخضر الطازجة في العمر المتقدم يخلص خلايا العيون من المواد الضارة بالبصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى