مقال

الأغاني الوطنية سلاح من أسلحة المقاتل المصري

جريدة الاضواء

الأغاني الوطنية سلاح من أسلحة المقاتل المصري

★آلَلَوٌآء.أ.حً. سِآمًيَ مًحًمًدٍ شُلَتٌوٌتٌ.

• تٌذِکْرتٌ طابور اللياقة البدنية والضاحية وطابور السير الطويل الذي كان يتجاوز الثلاث مائة كيلومتر فى الصباح الباكر مابعد الفجر إلي ماشاءالله. ونحن فى قمة النشاط واللياقة البدنية. ونردد الاغانى والأهازيج التي تلهب حماسنا وتمدنا بطاقة جبارة، تجعل هذا الجهد متعة وغاية وتنافس وطني رائع. ونحن نشد من أذر المرهق والمتعب منا بتلك الصياح والشعارات الوطنية التي تلهب الصدور قبل العضلات المتعبة.

•فالمصريون هم أكثر من تغنوا عشقا بوطنهم، فقد تقلدوا الصدارة على الإطلاق بين عموم القوميات وسائر الأجناس، حتى إن الزخم الفنى شكَّل وعيًا جمعيًّا بقضايا الوطن، ومزج وجدان الأجيال بتراب الأرض حتى صارت الأغنية كبارود الأسلحة وإصطفت الأغنية بجوار الدبابة والمدفع فى طابور الحرب سلاحا يُعتد به؛ بل تجاوزت إلى أن أضحت من عناصر القوى الناعمة التى تشحذ الهمم وتلهب الحماس ليس فقط فى صدور المقاتلين على جبهات القتال التى تعددت الآن. إنما أيضا فى نفوس المواطنين حتى تظهر للعدو قبل الصديق أن هذا المجتمع المرابط يتغنى شعبه على نغمات أقدام الجنود، فكان الآخر يخشاها ويحسب لنا ألف حساب لأثر الأغنية الوطنية بين المصريين ومغبة أن يقع هدف الكتائب الشعراء والملحنين والمطربين.

• وأثمرت شجرة الأغنية الوطنية فنانين عظاما إتشح أحدهم بالزى العسكرى من رئيس الدولة تكريما لفنه وإبداعه الوطنى الذى أكمل مشوار خالد الذكر فى النشيد الوطنى {بلادى بلادى لك حبى وفؤادى .. مصر يا أم البلاد} كما إستطاع توحيد العرب فى أغنية؛ بل سعى غير المصريين من العرب إلى اللهجة المصرية والأغنية الوطنية لتكون لهم جواز مرور وانتشار بين ربوع الوطن العربى، حتى إن أحد أعظم الحناجر الجبلية تحول بالغناء إلى فلسفة قومية [.. إذا مصر قالت نعم أيدوها.. وإن أعلنت لاءها فإسمعوها]، وزادت قيثارة الشرق (..مصر عادت شمسك الذهب)، ومن قمم المغرب العربى شدت وردة (..وأنا على الربابة بغنى ياحبيبتى يا مصر) التى خلقت على الجبهة مقاتلا ينشد الإستشهاد عشرات المرات عشقا فى مصر، وغير تلك النماذج الكثير والكثير، لهم كل التحية على ما قدموه من إبداع فنى كان بمنزلة ذخيرة حية تدفع بالمقاتل إلى النصر وتهزم العدو بالرعب قبل اللقاء.

• والذكر موصول بسيدة الغناء العربى التى جنَّدت صوتها فى صفوف المقاتلين تذكرهم بتاريخ الوطن المجيد وتحذر الأعداء من نهايات غيرهم كعقبى التعدى، وتحفز العمال على الإنتاج، فلا حرية إلا لمن داس على الصعب، وتبنى دولة العلم والأخلاق مع الطلاب والتلاميذ، تلك الرائعة التى قادت فنانى جيلها للتبرع بالمال والجهد والفن لتسليح الجيش، وإلى ربابة الوطن أول من تغنى بثورة المصريين وأهدافها وثمارها (..بالأحضان يا مدافع يا مصانع) وهمس إلى المقاتل (إبنك يقولك هاتلى إنتصار) ونادى على الكسالى والمترددين إلى الدخول فى الصورة، وترسم الشادية الجميلة بالأغنية الأمل فى طريق المصريين والبسمة على وجوههم(..ماشفش الأمل فى عيون الولاد)، ومازال الأستاذ يذكرنى بدرسه الخالد(..يا نيل يا ساحر الوجود)…..

•نأتي لتفهم الحثيث لأسباب التحول الدراماتيكى فى حالة الفن العام، والإجابة عن سؤال من وراء المهرجانات؟ الأكيد أنها ليست التطور الطبيعى طبقا لنظرية النشوء والإرتقاء للأغنية المصرية بوجه عام وأغانى المقاومة والسيرالشعبية والتأريخ والوطنية بشكل خاص.
وأزيد من الشعر بيتا… ما السبب وراء تحول المطربين المصريين من الغناء بالمصرية إلى لهجات أخرى مع كل الإحترام لها جميعا؟؟؟!!!!. ونعيد السؤال بصياغة ثانية…. إذا كانت معظم الأناشيد الوطنية للخليج والمغرب العربى من تلحين موسيقيينا الكبار، وغالبية العازفين والفرق الموسيقية التى أطربت قاعات السمع والطرب فى بلدان عربية عدة كانت للمصريين، لماذا تتداخل على أسماعنا آلات الطبل والقرب على غير ما تعودنا الطرب، والسؤال الثالث… كانت الحفلات الغنائية للمطربين المصريين والعرب تقام فى مصر فى مناسبات قومية ودينية وفى أعياد الربيع والعمال وغيرها وكانت مصدرا من مصادر الدخل القومى وتشجع السياحة العربية؛ بل إنها سبب قوى لتأكيد أن مصر قبلة الفن والطرب وتجمع العرب على اللغة المصرية التى تعد من عناصر القوى الناعمة للدولة، فلماذا تغير الحال إلى خارج الحدود؟؟؟؟؟!!!!!!!!…

••• أخيرا…. ما ذنب المصريين الذين كانوا السبب الأول فى شهرة هؤلاء الحناجر ورفع أجرهم إلى الملايين ثم إستعلائهم على جمهورهم، وفى النهاية ترك الساحة إلى المهرجانات التى تصيب بالإغتراب الأجيال الشابة وبالنفور والتحسر للكبار وتخلق فراغا وجدانيا، فضلا عن رسائلها المسمومة التى تدعو إلى البطولة فى الخروج عن القانون، وذيوع المفردات الساقطة، حتى إن الذى كنا نخجل من التلفظ به أصبح مجالا للغناء!!!!!!!….. ولأن نذر الشؤم قد لاحت إذ لم تكتف المهرجانات من آحتلال وتغيب ساحات التكاتك «ألغام الجريمة فى الشارع المصرى» إلى أن غزت الميكروباصات وهوت بها من علياء مواويل الأغنية الشعبية، وليس على إستحياء تستضيف برامج التسطيح بالفضائيات والمحطات الإذاعية من يلقبون بمطربى المهرجانات ويفردون لهم المساحات الزمنية لعرض بضاعتهم المخدرة الفاسدة والسامة للأذن والذوق العام. على جمهور لا حول له ولاقوة، وعندما يحين الحساب لن يذكركم التاريخ ويكفى إنتقاما وعقابا ألا يردد الجنود لكم كلمة.
هل تصحر الإبداع فجفت الحناجر إلا من نبات الشوك؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!… أم تجمَّد الوجدان فتبلدت الألحان وماتت الكلمات؟!!!!!…

•••أصبح المنقذ للأغنية الوطنية هو أن يؤلفها ويلحنها ويغنيها المقاتلون على الجبهة!كل التحية لمن أشجانا برائعة ﴿ المنسى بقى أسمه الأسطورة ﴾ وهو من ألفها أحد مقاتلي وحدات الصاعقة المصرية…….. بعد أن تخلت حناجر الغناء الوطنى عن دورها وقت الحرب!
أما آن الأوان لنحفظ قيم وأخلاق ومبادئ بعض من أبنائنا ممن يتوهمون أنهم مطربون وهم من يشوهون الوجدان ويمحون الهوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى