مقال

الدكروري يكتب عن ذهاب آل البيت إلي الكوفة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن ذهاب آل البيت إلي الكوفة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد ذكرت المصادر التاريخية أن مجيء آل البيت بزعامة الحسين، إلي الكوفة، كان بدعوة من اهل الكوفة، وقام أصحاب واقارب واتباع الحسين بأسداء النصيحة له بعدم الذهاب إلى ولاية الكوفة ومنهم عبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر بن ابي طالب وابو سعيد الخدري وعمرة بنت عبد الرحمن، حيث حذر أبو سعيد الخدري من إعطاء الخصم الذريعة بالخروج عن الطاعة لولي الامر، وكذلك عمرة بنت عبد الرحمن، ولكن الحسين كان مصرا اصرارا كبيرا على الخروج، وكما اسدى له ابن عباس النصح براي اخر مهم، فقال له فإن ابيت الا أن تخرج فسر إلى اليمن فان بها حصونا وشعابا ولأبيك بها انصارا، ولكن هذا الخبر وصل بسرعة إلى الخليفة الأموي الجديد.

الذي قام على الفور بعزل والي الكوفة النعمان بن بشير، وذلك بتهمة تساهله مع الإضطرابات التي تهدد حكم بني أمية وقام الخليفة يزيد بتنصيب والي آخر، كان أكثر حزما اسمه عبيد الله بن زياد الذي وحسب المصادر قام بتهديد رؤساء العشائر والقبائل في منطقة الكوفة بإعطائهم خيارين إما بسحب دعمهم للإمام الحسين أو انتظار قدوم الجيش الأموي ليبيدهم على بكرة أبيهم، وكان تهديد الوالي الجديد فعالا فبدأ الناس يتفرقون عن مبعوث الحسين، ومسلم بن عقيل شيئا فشيئا لينتهى الأمر بقتله، وقيل أن الإمام الحسين لما علم بمقتل مسلم بن عقيل وتخاذل الكوفيين عن حمايته ونصرته، قرر العودة إلى مكة، لكن إخوة مسلم بن عقيل أصرّوا على المضي قدما للأخذ بثأره.

فلم يجد الحسين بدا من مطاوعتهم وقيل أن أبناء مسلم بن عقيل قالوا والله لانرجع حتى نصيب بثأرنا أو نقتل، ثم قال الحسين لا خير في الحياة بعدكم، فسار معهم، واستمر الحسين وقواته بالمسير إلى أن اعترضهم الجيش الأموي في صحراء كانت تسمى الطف واتجه نحو الحسين جيش قوامه أربعة ألاف مقاتل يقوده عمر بن سعد الذي كان ابن سعد بن أبي وقاص ووصل هذا الجيش الأموي بالقرب من خيام الحسين وأتباعه في يوم الخميس التاسع من شهر محرم، وفي اليوم التالي عبأ عمر بن سعد رجاله وفرسانه فوضع على ميمنة الجيش عمر بن الحجاج وعلى ميسرته شمر بن ذي الجوشن وعلى الخيل عروة بن قيس، وكانت قوات الحسين تتألف من أثنين وثلاثين فارسا وأربعون راجلا.

وأعطى رايته أخاه العباس بن علي وقبل أن تبدأ المعركة لجأ جيش ابن زياد إلى منع الماء عن الحسين وصحبه، فلبثوا أياما يعانون العطش، وبدأ رماة الجيش الأموي يمطرون الحسين وأصحابه بوابل من السهام، وأصيب الكثير من أصحاب الحسين ثم اشتد القتال ودارت رحى الحرب وغطى الغبار أرجاء الميدان واستمر القتال ساعة من النهار ولما انجلت الغبرة كان هناك خمسين صريعا من أصحاب الحسين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى