مقال

الدكروري يكتب عن العنزي في حادثة دير الجماجم

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن العنزي في حادثة دير الجماجم
بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد ذكرت المصادر التاريخية كما جاء في كتاب السيرة النبوية الشريفة عن عمران العنزى الذى قتله الحاج بن يوسف الثقفي مع عبد الرحمن بن الأشعث، في واقعة دير الجماجم، فهو عمران بن عصام الهيمي العنزي من بني هيم من عنزة من ربيعة وهو من أهل مدينة واسط، وقد كان الحجاج بن يوسف كتب إلى عبد الملك بن مروان، يزين له ولاية الوليد من بعده، وأوفد إليه وفدا في ذلك، وكان عليهم عمران بن عصام العنزي، فلما دخلوا عليه قام عمران خطيبا فتكلم، وتكلم الوفد في ذلك، وحثوا عبد الملك بن مروان على ذلك، وكانت وقعة دير الجماجم في شهر شعبان فى عام ثلاثه وثمانين من الهجره النبويه الشريفه، كما قال الواقدى، وفى ذلك قيل أن ابن الأشعث لما قصد الكوفة خرج إليه أهلها فتلقوه.

وحفوا به ودخلوا بين يديه، غير أن شرذمة قليلة أرادت أن تقاتله دون مطر بن ناجية، وهو نائب الحجاج بن يوسف، فلم يمكنهم من ذلك، فعدلوا إلى القصر، فلما وصل ابن الأشعث إلى الكوفة أمر بالسلاليم فنصبت على قصر الإمارة، فأخذه، واستنزل مطر بن ناجية، وأراد قتله، فقال له استبقني، فإني خير من فرسانك، فحبسه، ثم استدعاه فأطلقه وبايعه، واستوثق لابن الأشعث أمر الكوفة، وانضم إليه من جاء من أهل البصرة، وكان ممن قدم عليه عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن عبد المطلب، وأمر بالمسالح من كل جانب، وحفظت الثغور والطرق والمسالك، ثم إن الحجاج بن يوسف ركب فيمن معه من الجيوش الشامية من البصرة في البر، حتى مر بين القادسية والعذيب.

وبعث إليه ابن الأشعث عبد الرحمن بن العباس في خيل عظيمة من المصرين، فمنعوا الحجاج بن يوسف، من نزول القادسية، فسار الحجاج حتى نزل دير قرة، وجاء ابن الأشعث بمن معه من الجيوش البصرية والكوفية حتى نزل دير الجماجم، ومعه جنود كثيرة، وفيهم القراء من المصرين، وخلق من الصالحين، وكان الحجاج بعد ذلك يقول ” قاتل الله ابن الأشعث، أما كان يزجر الطير حيث رآني قد نزلت دير قرة، ونزل هو بدير الجماجم” وكان جملة من اجتمع مع ابن الأشعث مائة ألف مقاتل، ممن يأخذ العطاء، ومعهم مثلهم من مواليهم، وقدم على الحجاج في غبون ذلك أمداد كثيرة من الشام، وخندق كل من الطائفتين على نفسه وحول جيشه خندقا، يمتنع به من الوصول إليهم.

غير أن الناس كان يبرز بعضهم لبعض في كل يوم فيقتتلون قتالا شديدا في كل يوم، حتى أصيب من رءوس الناس خلق من قريش وغيرهم، واستمر هذا الحال مدة طويلة، واجتمع الأمراء من أهل المشورة عند عبد الملك بن مروان، فقالوا له إن كان أهل العراق يرضيهم منك أن تعزل عنهم الحجاج بن يوسف، فهو أيسر من قتالهم وسفك دمائهم ، فاستحضر عبد الملك بن مروان، عند ذلك أخاه محمد بن مروان، وابنه عبد الله بن عبد الملك بن مروان، ومعهما جنود كثيرة جدا، وكتب معهما كتابا إلى أهل العراق يقول لهم ” إن كان يرضيكم مني عزل الحجاج عنكم عزلته، وأبقيت عليكم أعطياتكم مثل أهل الشام، وليختر ابن الأشعث أي بلد شاء يكون عليه أميرا ما عاش وعشت.

وتكون إمرة العراق لمحمد بن مروان، وقال في عهده هذا، فإن لم يجب أهل العراق إلى ذلك فالحجاج بن يوسف، على ما هو عليه، وإليه إمرة الحرب، ومحمد بن مروان وعبد الله بن عبد الملك في طاعته وتحت أمره، لا يخرجون، عن رأيه في الحرب وغيره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى