مقال

الدكروري يكتب عن الفرائض بين الشروط والأركان

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الفرائض بين الشروط والأركان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت كتب الفقه الإسلامي أن لكل فرض شروط فيما يصبح مفروضا على شخص معين، فالصيام مثلا لا يفرض في رمضان إلا على المستطيع صحيا، وعلى المقيم الذي ليس على سفر إلى آخر هذه الشروط، فالمريض صاحب عذر يسقط عنه فرض الصيام حتى يشفى، وتستعمل كلمة واجب، لمعان متعددة في المصطلحات اللغوية والثقافية عموما، وفي اصطلاح علماء أصول الفقه يراد به معنى مخصوصا بالحكم الشرعي، ومفاده هوالإلزام بالشيء، وغالبا ما يكون مرادفا لمعنى الفرض، وقد يكون مستعملا لإفادة معنى ما هو فرع ملحق بالفرض في بعض الأحكام، باعتبار أن الواجب أقل إلزاما من الفرض، حيث لا فرق بين الفرض وبين الواجب عند أكثر علماء أصول الفقه.

وعلى هذا فالركن والفرض والواجب واللازم والحتمي كلها ألفاظ مترادفة لمعنى واحد هو ما اقتضى الشرع فعله على جهة الإلزام، ولا فرق بين أنواعه من حيث التسمية، ولكن يمكن معرفة الفرق بين الفرض والواجب عند علماء أصول الفقه فيما يلي، فالفرض المتفق على فرضيته مثل الصلوات الخمس، وأما الفرض غير المتفق على فرضيته وهذا النوع يسمى عند البعض واجبا وقد يسمى فرضا لكن على وجه مخصوص، بمعنى الفرض العملي، ولعلماء أصول الفقه في تعريف الواجب مذهبان، هما أن الواجب والفرض كلاهما بمعنى واحد بلا فرق بينهما، وهذا قول أكثر العلماء وهو مذهب الأئمة الأربعة خلافا لأبي حنيفة، وأن الواجب يختلف عن الفرض من بعض الوجوه.

وإن جاز تسمية الواجب مفروضا، فهو لمعنى الإلزام على وجه مخصوص وهو مذهب أبي حنيفة، وأما عن أنواع الصلاة في الإسلام، فهى تتضمن الصلوات الخمس المفروضات بالإجماع في كل يوم وليلة، ويليها صلاة النفل وهي الزائدة عن الصلاة المفروضة، وأفضلها ما شرع بالاتفاق لكنها عند البعض واجبة عينا أو كفاية، مثل صلاة العيدين ويليها ما هو سنة مؤكدة مثل بعض السنن الرواتب التابعة للفرض ويليها أنواع السنن الأخرى، ثم التطوعات بمعنى صلاة النفل المطلق، وصلاة الفرض هى بمعنى الصلاة المفروضة، وهي الصلوات الخمس المفروضات بالإجماع على كل مسلم مكلف، في كل يوم وليلة، وأما عن مراتب أنواع الصلاة، فالمرتبة الأولى هى الصلوات الخمس المفروضات.

وصلاة الجمعة، والمرتبة الثانية هى ملحقات الصلوات المفروضات في بعض خصائص الوجوب، وأما عن الصلاة المفروضة كفاية مثل صلاة الجنازة، وأما عن الصلاة الواجبة لسبب خارجي، مثل الصلاة المنذورة، فهي واجبة بسبب النذر، وليست واجبة في ذاتها، والصلاة الواجبة بصفة الخصوصية، مثل صلاة نافلة الليل، فهي واجبة بالخصوصية للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، دون أمته فليست واجبة عليهم، وأما المرتبة الثالثة، وهى صلاة النفل الذي ليس مفروضا، ولكنه في رتبة هو فيها أقرب للفرض، وهو الواجب عند البعض عينا أو كفاية، مثل صلاة العيدين، وصلاة الوتر، وركعتان قبل صلاة الفجر، وأما عن المرتبة الرابعة، صلاة النفل المسنون المؤكد، وأما المرتبة الخامسة، فهى باقي أنواع النفل المقيد، وأما عن المرتبة السادسة، فهى النفل المطلق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى