مقال

دنيا ودين ومع إياس بن معاذ الأنصاري ” جزء 2″

دنيا ودين ومع إياس بن معاذ الأنصاري ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع إياس بن معاذ الأنصاري، وهو إياس بن معاذ الأنصاري الأشهلي، وكان غلاما حدثا من سكان يثرب، وقيل أنه أسلم، ويثرب هو الاسم السابق للمدينة المنورة قبل الهجرة النبوية الشريفة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد سميت يثرب بهذا الاسم نسبة إلى يثرب ابن قاينة بن مهلائيل بن إرم بن عبيل بن عوض بن إرم بن سام بن نوح، وقيل أن هناك كراهية لإطلاق هذا الاسم عليها الآن، ولكن الأحرى تسميتها باسم المدينة، وكذلك فإن طيبة هو أيضا إسم من أسمائها الأخرى التي أطلقت عليها بعد الهجرة النبوية الشريفة، وقد شاع اسم يثرب قديما ووجد في نقوش وكتابات غير عربية فظهر في جغرافية بطليموس اليوناني باسم يثربا.

 

وفي كتاب اسطفان البيزنطي باسم يثرب وظهر اسمها في نقش على عمود حجري بمدينة حران وهو اسم اتربو، وقد استوطتنها قبيلة عبيل بقيادة يثرب التي سميت باسمه ووجدوا فيها أرضا خصبة وشجرا وماء حتى جاء العماليق وسكنوها بعدهم والعماليق هم من أحفاد نبى الله نوح عليه السلام، فقد خرجوا من بابل واستوطنوا ما بين تهامة ومكة وبقوا فيها إلى زمن ملكهم السميدع، ثم جاءت جرهم فأخرجتهم من المنطقة وسكنت مكة، وقد اكتسبت يثرب مكانتها المقدسة بعد هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام إليها، وأصبحت المدينة المنورة وهى ثاني الحرمين الشريفين، وقد تكونت فيها أول دولة إسلامية دستورها هو القرآن الكريم.

 

وأصبحت أول عاصمة إسلامية لدولة يحكمها رسول مبعوث هو محمد صلى الله عليه وسلم، ومن بعده الخلفاء الراشدون حتى وفاة الخليفة الثالث عثمان بن عفان وكان الخليفة الراشدي الرابع هو الإمام علي بن أبي طالب، وقد تم نقل العاصمة من المدينة المنوره، للكوفة بالعراق، بعد ذلك وكان لأسباب سياسية وبعد ذلك نقلها الخليفة معاوية بن أبي سفيان إلى دمشق، ثم نقلها العباسيون لبغداد بعد تأسيسها، وأما عن إياس بن معاذ، فقيل أنه أتى مع وفد إلى مكة ليلتمسوا العون من قريش على الخزرج، والخزرج هم من الأنصار وهم من أهل يثرب الذين ناصروا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، في الإسلام، وهم ينتمون إلى قبائل الأوس والخزرج.

 

وقد هاجروا إلى يثرب التى هى المدينة المنورة الآن، بعد سيل العرم الذي أودى بسد مأرب فدخلوها بعد أن حاربوا بها يهود حتى استقر لهم الأمر بها، وكانت بين الأوس والخزرج حروب طوال قاسية كان آخرها يوم بعاث قبل الهجرة النبوية، وكان ذلك قبيل حرب بعاث، وبعاث أو يوم بعاث هي آخر معركة من معارك الأوس والخزرج بيثرب قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبُعاث وقعت قبل الهجرة النبوية المشرفة بخمس سنوات وتعد هى أشهر وأدمى معركة بين اليثربيين وآخرها إذ أخذت بهم الأحقاد والضغون إلى أن أخذوا يستعدون لها ويعدون قبل شهرين، وقيلقبل أربعين يوما من وقعتها، وقد حالف الخزرج قبيلة أشجع وجهينة.

 

وحالف الأوس قبيلة مزينة وقبائل اليهود بني قريظة وبنو النضير وغيرهم، وقد سميت المعركة ببعاث نسبة للمنطقة التي تصادم بها الحشدان وقامت عليها الحرب، وكانت يثرب تموج بحروب لا بداية لها ولا نهاية بين الأوس والخزرج، فكان في نفوسهم الشيء الكثير من الثارات والاحتقانات وكان يوم بُعاث خاتمة لهذه الحروب الأهلية التي أنهكتهم لسنين مديدة، وكانت بدايات واقعة بُعاث هو عندما علمت الخزرج أن قبيلة بني قريظة وبني النضير يعاونون الأوس في معاركهم، فبعثوا لهم رسالة يعمها التهديد والتخويف وتأليب من هم أقوى منهم عليهم من العرب وطلبوا منهم أن يعتزلوا ويخلوا بينهم وبين الأوس فلا يشركون أنفسهم في ما ليس لهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى