مقال

الدكروري يكتب عن أهمية القراءة والمطالعة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أهمية القراءة والمطالعة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن العبادات التي نتقرب بها الي الخالق العظيم كلها فيها معاني إنسانية سامية فالزكاة المفروضة مثلا هي ليست ضريبة تؤخذ من الجيوب، بل فيها معاني إنسانية سامية فهي غرس لمشاعر الحنان والرأفة، وتوطيد لعلاقات التعارف والألفة بين شتى الطبقات، وقد نص القرآن على الغاية من إخراج الزكاة بقوله تعالي في سورة التوبة ” خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم” وكما أن أيضا في عبادة الصيام نعلم أن رمضان هو شهر الأخلاق ومدرستها، فهو شهر الصبر، وشهر الصدق، وشهر البر، وشهر الكرم، وشهر الصلة ، وشهر الرحمة وشهر الصفح وشهر الحلم، وشهر المراقبة، وشهر التقوى، وكل هذه أخلاق إنسانية يغرسها الصوم في نفوس الصائمين.

 

وذلك من خلال قوله تعالى كما جاء في سورة البقرة ” يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون” وهو بكل ما تحمله كلمة التقوى من دلالات ومعان إيمانية وأخلاقية وإنسانية، وكما أن أيضا شعيرة الحج هي مدرسة أخلاقية وإنسانية فيجب على الحاج اجتناب الرفث والفسوق والجدال والخصام في الحج، فضلاً عن غرس قيم الصبر وتحمل المشاق والمساواة بين الغني والفقير والتجرد من الأمراض الخلقية، وهكذا فإن القراءة والمطالعة هي عنصر مهم من عناصر التربية الذاتية، فأنت تقرأ في كتب الرقائق ما يرقق قلبك ويزيل قسوته، وتقرأ في كتب الأخلاق والآداب ما يصلح سلوكك، وتقرأ في كتب أهل العلم مايزيدك علما، وتقرأ في تراجم العلماء مايزيدك حماسة للعلم والدعوة.

 

والبذل لدين الله عز وجل، والقراءة تنمي أفق الإنسان، وتفكيره، وتزيد من قدرته على حل المشكلات، فالقراءة تنمي كافة الجوانب وإن كان يتبادر إلى الذهن أنها قاصرة على الجانب العلمي وحده، وإذا تكلمنا عن الزوجة التي ستقوم بالتربية، فإن من صفات إختيار الزوجة الصالحة هي الزوجة الودود، وهي أن تكون ودودا، تقبل على زوجها، فتحيطه بالمودة والحب والرعاية، وتحرص على طاعته ومرضاته، ليتحقّق بها، لإن الهدف الأساسي من الزواج وهو السكن، فقال تعالى في وصف الحور العين كما جاء في سورة الواقعة” فجعلناهن أبكارا، عربا أترابا” والعروب هي المرأة المتحببة إلى زوجها الودودة، وقد وردت أحاديث عديدة تؤكد على ضرورة مراعاة هذه الصفة في المرأة، فعن معقل بن يسار.

 

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم” وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول”نساء قريش خير نساء ركبن الإبل أحناه على طفل في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده” وفي رواية أخري “خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش” فقد وصفهن صلى الله عليه وسلم بالشفقة على أطفالهن، والرأفة بهم والعطف عليهم، وبأنهن يراعين حال أزواجهن، ويرفقن بهم ويخففن الكلف عنهم، فواحدتهن تحفظ مال زوجها وتصونه بالأمانة والبعد عن التبذير، وإذا افتقر كانت عونا له وسندا، لا عدوا وخصما، وعن أبي أذينة الصدفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “خير نسائكم الودود الولود، المواتية، المواسية، إذا اتقين الله”

 

وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها، وهي لا تستغني عنه” والمرأة الودود تكون مطيعة لزوجها، لا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي النساءِ خير؟ قال “التي تسرّه إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره” والودود هي المرأة التي يُعهد منها، التودد إلى زوجها، والتحبّب إليه، وبذل ما بوسعها من أجل مرضاته، لذا تكون معروفةً باعتدال المزاج، وهدوء الأعصاب، بعيدة عن الانحرافات النفسية والعصبية، تقدر على الحنو على ولدها، ورعاية حق زوجها، أما إذا لم تكن المرأة كذلك، كثر نشوزها، وترفعت على زوجها، وصعب قيادها لشراسة خلقها، مما يفسد الحياة الزوجية بل ويدمرها، بعد استحالة تحقق السكن النفسي والروحي للزواج بسببها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى