مقال

الأهداف التربوية ما بين الفرد والمجتمع

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الأهداف التربوية ما بين الفرد والمجتمع

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأربعاء الموافق 8 نوفمبر 2023

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، أما بعد إن مصادر إشتقاق الأهداف التربوية لا تخرج غالبا عن مصدرين رئيسين، هما الفرد والمجتمع وعلى هذا اتفقت معظم الفلسفات والنظريات التربوية في الماضي والحاضر، وتتفق التربية الإسلامية مع هذه النظريات والفلسفات في تحديد هذين المصدرين كمصادر لاشتقاق الأهداف التربوية، لكنها تنفرد عن غيرها من الفلسفات والنظريات في أن هناك مصدرا ثالثا يحتل مركز الصدارة بين مصادر اشتقاق الأهداف في التربية الإسلامية، وهو الوحي الإلهي الذي يعد الضابط الذي تقوم عليه تربية الفرد في الإسلام، وعلى هذا تكون مصادر اشتقاق الأهداف في التربية الإسلامية ثلاثة.

هي الوحي الإلهي المتمثل في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والمجتمع المسلم الذي يجب التعرف على احتياجاته، ومتطلباته، وظروفه، وأحواله المتغيرة لتحديد الأهداف التي تناسبه، والفرد المسلم الذي يجب التعرف على طبيعته، وميوله، ورغباته، ومواهبه لوضع الأهداف التي تناسب ذلك، ويمكن تقسيم أهداف التربية الإسلامية في ضوء المصادر التي اشتقت منها، والمستويات التي تعمل على تحقيقها إلى نوعين من الأهداف والأول هو الهدف العام للتربية الإسلامية، ويتمثل الهدف العام للتربية الإسلامية في تحقيق معنى العبودية لله تعالى، حيث أن الهدف الأساسي لوجود الإنسان في الكون هو عبادة الله، والخضوع له، وتعمير الكون بوصفه خليفة الله في أرضه. 

والعبودية لله تعالى لا تقتصر على مجرد أداء شعائر ومناسك معينة كالصلاة، والصيام، والحج مثلا، وإنما هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، فالإنسان الذي يريد أن يتحقق فيه معنى العبودية، هو الذي يخضع أموره كلها لما يحبه الله تعالى ويرضاه، سواء في ذلك ما ينتمي إلى مجال الاعتقادات، أو الأقوال، أو الأفعال فهو يكيف حياته وسلوكه جميعا لهداية الله وشرعه فلا يفتقده الله حيث أمره، ولا يجده حيث نهاه، وإنما يلتزم بأوامر الله فيأتي منها ما استطاع، وينزجر عن نواهيه سبحانه فلا يقربها تصديقا لقوله صلى الله عليه وسلم ” إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن أمر فاجتنبوه” فالمسلم دائما إذا أمره الله تعالى أو نهاه، أو أحل له، أو حرم عليه كان موقفه في ذلك كله .

قول الحق سبحانه وتعالي ” سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير” وهذا هو الهدف العام الذي تعمل التربية الإسلامية على تحقيقه، وإن كان الإنترنت هذا الخطر الملعون على الجميع، فيجب علينا أن نحارب هذا الخطر وأن نحذر منه، فلا يستخدمه إلا العقلاء الذين لا يستخدمونه إلا فيما يعود بالنفع عليهم ومجتمعاتهم، فإن هناك أمور دعت إلى هذا السقوط في الهاوية، وعلاجها عكسها، وهو ضعف الوازع الديني لدى الأبناء وبعض الآباء، ولو خافوا الله لكفوا عن كثير من ذلك، وأيضا عدم تقدير حجم الضرر الناتج من ذلك، أو الجهل به، وكذلك ضعف الرقيب، فالأب ضعيف الشخصية لا يستطيع منع أبنائه عن هذه الترهات، وسبب ضعفه هو سوء التربية، أو الخطأ فيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى