مقال

الدكروري يكتب عن الدبابات في معركة الطائف

 

بقلم / محمــــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن غزوة الطائف وقيل أنه استخدم المسلمون آلة من الخشب الثخين المغلف بالجلود مركبة على عجلات مستديرة وهى الدبابة وقد احتموا بها من السهام حتى وصلوا إلى الأسوار ليثقبوها، فألقت ثقيف عليهم قطع حديد محماة فأحرقت هذه الدبابة وخرج المقاتلون من تحتها فأصابتهم السهام وهذه هي أول غزوة يستخدم فيها المسلمون آلات لضرب الحصون، وقد اشتهرت جرش اليمانية بصناعة الدبابات والمجانيق والضبور، وأما عن حصول المسلمين على آلات الحرب هذه حيث ضربوا الحصون بالمنجنيق فقد ذكر أن خالد بن سعيد بن العاص جاء بمنجنيق ودبابتين من جرش في حين تفيد رواية أخري.

 

أن سلمان الفارسي عمل المنجنيق بيده، وقد أمر صلى الله عليه وسلم، بتحريق بساتين العنب والنخيل في ضواحي الطائف للضغط على ثقيف التي ناشدته ألا يفعل فتركها بعد أن أحدثت المحاولة أثرها في إضعاف معنوياته، وكذلك وجه نداء لعبيد الطائف أن من ينزل منهم من الحصن ويخرج إلى المسلمين فهو حر، فخرج ثلاثة وعشرون من العبيد منهم أبو بكرة الثقفي فأسلموا فأعتقهم ولم يعدهم إلى ثقيف بعد إسلامها، ورغم ما واجهته ثقيف من وابل السهام التي أمطرها بها المسلمون لينالوا درجة في الجنة وعدهم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنها صمدت أمام الحصار بكبرياء وإصرار، وقد كثرت الجراحات في المسلمين، واستشهد منهم اثنا عشر رجلا، في حين لم يقتل من المشركين سوى ثلاثة.

 

بسبب امتناعهم بالحصون والأسوار، وقيل أن الرسول صلى الله عليه وسلم، لم يقصد بحصار الطائف فتحها، بل كسر شوكة ثقيف وتعريفها بأن بلدها في قبضة المسلمين، وأنهم متى شاءوا دخلوها، وما كان صلى الله عليه وسلم ليشق على المسلمين ويكثر من تقديم الشهداء لفتح بلد حصين يحيط به الإسلام من كل مكان وليس له إلا الإسلام أو الاستسلام طال الوقت أم قصر، كما أنه كان يحرص على ثقيف حرصه على قريش من قبل، فهم إن تحولوا إلى الإسلام كانوا مادة له، فهم أهل فطنة وذكاء، وكان يطمح لإسلامهم وقد سعى لنشر الدعوة فيهم منذ المرحلة المكية ودعا لهم بالهداية بعد أن رفضوا دعوته وآذوه، وقد سأله بعض الصحابة أثناء حصار الطائف أن يدعو على ثقيف فدعا لهم بقوله ” اللهم إهدى ثقيف ”

 

وقد انتظر النبى صلى الله عليه وسلم، بضع عشرة ليلة متطلعا إلى قدوم هوازن عليه ودخولها في الإسلام، لكنها أبطأت عليه، فقسم الغنائم، والأصل أن الغنيمة يؤخذ منها الخمس يتصرف فيه صلى الله عليه وسلم وفقا للتوجيه القرآني، وأما الأربعة الأخماس الأخرى فهي حصة المقاتلين الذين شهدوا القتال، حيث توزع بينهم بالتساوي للرجل سهم وللفارس ثلاثة أسهم، سهم له وسهمان لفرسه، وهذا في غنيمة الأموال المنقولة، وأما الأموال غير المنقولة فالإمام مخير فيها بين قسمتها أو وقفها واعتبارها ملكا عاما للدولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى