مقال

عشق يزيد لحبابة

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن خلافة يزيد بن عبد الملك بن مروان الأموي القرشي، وقيل أن يزيد عشق جارية له تسمي حبابة، وقد قيل أنه كان قد ابتاع الجارية حبابة في شبابه بأربعة آلاف قطعة من الذهب، وأرغمه أخوه سليمان، وكان هو الخليفة في ذلك الوقت أن يردها إلى بائعها، ولكن يزيد لم ينسي جمالها وحنانها، فلما ولي الخلافة سألته زوجته هل بقي له شيء في العالم يرغب فيه؟ فأجابها نعم حبابة فبعثت زوجته الوفية من فورها إلى حبابة، وأهدتها إليه، وانزوت هي في مجاهل الحريم ويروى أنه بينما هو يلهو مع حبيبة في يوم من الأيام إذ ألقى أثناء لهوه ببذرة عنب في فمها، فاختنقت وماتت بين ذراعيه.

 

وحزن عليها يزيد حزنا مات من أثره بعد أسبوع من وفاتها، وقد خطب يوما الخليفه يزيد بن عبد الملك بالناس قائلا ايها الناس انه لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق انما الطاعة لله فمن اطاع الله اطيعوه ما اطاع فأذا عصى أو دعي إلى معصية فهذا أهل ان يعصى ولايطاع أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وقد ارسل في نفس هذه السنة إلى من كان تحت إمرته في العراق وهو يوسف بن عمر، وأحضره إلى دمشق، وعندما وقف أمامه وبين يديه وكان ذو لحية طويلة فأخذ بلحيته ووبخه وانبه وعزله من منصبة بسبب عدم عدله وبسبب حنقه على اليمانية وهم قوم خالد بن عبد الله القسري، وهو يوسف بن عمر بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي.

 

وكان أمير العراق وخراسان لهشام بن عبد الملك، ثم أقره الوليد بن يزيد على العراق، وكان شهما سائسا مهيبا جبار عسوف جواد معطاء، وقد كان ولي اليمن قبل العراق، ويوسف بن عمر هو بن عم الحجاج بن يوسف الثقفي، وقد قال ابن عساكر عنه أنه لما هلك الحجاج بن يوسف الثقفي، وتولى بعد يزيد بن المهلب العراق، لسليمان بن عبد الملك، وقد أخذ يوسف بن عمر مع آل الحجاج ليعذب وكان يزيد بن المهلب يبغض الحجاج وأقاربة، فقال يوسف أخرجوني أسأل، فدفع إلى الحارث الجهضمي وكان مغفلا، فأتى دارا لها بابان، فقال دعني أدخل إلى عمتي أسألها فدخل وهرب من الباب الآخر، وكان يوسف من ولاة العهد الأموي، وكانت منازل أهله في البلقاء بشرقي الأردن.

 

وقد تولي اليمن لهشام بن عبد الملك سنة مائه وسته من الهجره، وكانت قبضته شديدة فيها، فبعد ولايته بسنة واحدة خرج عليه في اليمن عباد الرعيني الذي ادعى أنه حميري آخر الزمان، وكان له من الأتباع ثلاثمائة رجل، فتمكن يوسف من القضاء على ثورته وقتله مع أصحابه، ومما زاد في مكانته عند الخليفة فما زال على اليمن حتى جاءه التقليد بولاية العراق، فاستخلف ابنه الصلت على اليمن وسار هو للعراق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى