مقال

الدكروري يكتب عن ثورة عبد الله بن معاوية ضد مروان

الدكروري يكتب عن ثورة عبد الله بن معاوية ضد مروان

الدكروري يكتب عن ثورة عبد الله بن معاوية ضد مروان

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الكثير عن خلافة الدولة الأموية، وقيل في عهد الخليفة مروان بن محمد أنه لما فرغ من حمص ومحاربة الخارجين عليه فيها فقد سار نحو الضحاك الخارجي، وقد شبت ثورة عارمة قادها عبد الله بن معاوية من أحفاد جعفر بن أبي طالب في العراق، وكما اشتعلت في الوقت نفسه ثورة للخوارج بقيادة الضحاك بن قيس الشيباني في العراق وقويت هذه الفتنة بانضمام بعض أبناء البيت الأموي، وهددت سلطة الخلافة بكثرة أتباعها، وعندما كتب مروان إلى ابنه عبد الله بن مروان، وكان الضحاك قد التف عليه مائة ألف وعشرون ألفا، فحاصروا نصيبين، ونصيبين هى مدينة تاريخية في الجزيرة الفراتية العليا ومنطقة إدارية تقع حاليا.

 

ضمن حدود تركيا وتتبع اليوم لمحافظة ماردين، ونصيبين مدينة رافدينية قديمة، وتعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد، حيث تقع في أسفل جبال كاشياري على نهير يتفرع من الخابور في أقصى شمال شرقي بلاد الرافدين وقد سمي في العصر الإغريقي مكدونيوس ثم سمي ماسا، وهو الاسم الذي تصفح إلى موسى، وهي على الأرجح مدينة أرامية باسم نصيبينا، وكانت تعتبر مركزا تجاريا لمرور التجارة من بلاد آشور وفارس إلى البحر الأعلى وهو البحر الأبيض المتوسط، وقد ساق مروان في طلبه فالتقيا هنالك، فاقتتلا قتالا شديدا فقتل الضحاك في المعركة وحجز الليل بين الفريقين، واستخلف الضحاك على جيشه من بعده رجلا يقال له الخيبري، فالتف عليه بقية جيش الضحاك.

 

والتف مع الخبيري سليمان بن هشام بن عبد الملك وأهل بيته ومواليه والجيش الذي كان بايعه في على الخلافة قبل أن يهزمهم مروان، فلما أصبحوا اقتتلوا مع مروان، فحمل الخبيري في أربعمائة من شجعان أصحابه على مروان، وهو في القلب، ففر منهزما واتبعوه حتى أخرجوه من الجيش، ودخلوا عسكره وجلس الخبيري على فرشه، وميمنة مروان ثابتة وعليها ابنه عبد الله، وميسرته ثابتة وعليها اسحاق بن مسلم العقيلي، ولما رأى عبيد وخدم مروان العسكر قليل مع الخبيري، وأن ميمنة وميسرة جيشهم باقيتان، طمعوا فيه فأقبلوا إليه بعمد الخيام فقتلوه بها، وبلغ قتله مروان وقد سار عن الجيش نحوا من خمسة أميال، فرجع وانهزم أصحاب الضحاك، وقد ولوا عليهم شيبان بن عبد العزيز اليشكري، فقصدهم مروان بعد ذلك بمكان يقال له الكراديس فهزمهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى