مقال

حياة الشخص المستعد للشهادة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن حياة الشخص المستعد للشهادة
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 13 ديسمبر

الحمد لله الذي نوّر بالقرآن القلوب، وأنزله في أوجز لفظ وأعجز أسلوب، فأعيت بلاغته البلغاء، وأعجزت حكمته الحكماء، أحمده سبحانه وهو أهل الحمد والثناء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله المصطفى، ونبيه المرتضى، معلم الحكمة، وهادي الأمة، صلى الله عليه وعلى آله الأبرار، وصحبه الأخيار، ما تعاقب الليل والنهار، وسلم تسليما كثيرا، أما بعد إن الذين تهمهم أنفسهم فهم في قلق وفي أرجحة يحسون أنهم مضيعون ولم تطمئن قلوبهم إلى أن ما أصابهم إنما هو ابتلاء للتمحيص وليس تخليا من الله عن أوليائه لأعدائه ولا غلبة للكفر والشر والباطل فهم الطائفة ذوو الإيمان المزعزع ولم تكتمل في قلوبهم حقيقة الإيمان، وهم لا يعرفون الله على حقيقته فهم يظنون بالله غير الحق كما تظن الجاهلية.

ومن الظن غير الحق بالله أن يتصوروا أنه سبحانه مضيع جنده ودينه، وسبحان الله العظيم الذي حكم علي اليائسين بالبوار، ويقول الشهيد سيد قطب وهكذا يوقفهم عرايا مكشوفين، وجها لوجه أمام ما أضمروا من نية، وما ستروا من تقدير، وما ظنوا بالله من السوء، وقد ظنوا أن الرسول ومن معه من المؤمنين ذاهبون إلى حتفهم، فلا يرجعون إلى أهليهم بالمدينة وقالوا يذهب إلى قوم قد غزوه في عقر داره بالمدينة، وقتلوا أصحابه فيقاتلهم يشيرون إلى أحد والأحزاب ولم يحسبوا حسابا لرعاية الله وحمايته للصادقين المتجردين من عباده، ولقد ظنوا ظنهم، وزين هذا الظن في قلوبهم، حتى لم يروا غيره، ولم يفكروا في سواه وكان هذا هو ظن السوء بالله، الناشئ من أن قلوبهم بور، وهو تعبير عجيب موح.

فالأرض البور ميتة جرداء، وكذلك قلوبهم، وكذلك هم بكل كيانهم بور لا حياة ولا خصب ولا إثمار وما يكون القلب إذ يخلو من حسن الظن بالله؟ لأنه انقطع عن الاتصال بروح الله؟ يكون بورا ميتا أجرد نهايته إلى البوار والدمار، واعلموا يرحمكم الله إن حياة الشخص المستعد للشهادة تكون بالنسبة له رخيصة فى سبيل الوطن الذى تحمل أمام المجتمع مسئولية أمنه وسلامته، ومن منطلق هذه الثقة التى أولاها له المجتمع، تهون حياته ويمكنه أن يضحى بها بسهولة إذا ما تطلب الأمر ذلك، لدرجة أن بعضهم عندما يذهب لأداء مناسك الحج والعمرة، تكون الدعوة الأساسية بالنسبة له هناك، هى يا رب بلغنى الشهادة، ولأنه يريد أن يفوز بهذه المنزلة ربما تجده يقول لأمه أو أقاربه ادعوا لى أنول الشهادة.

وهنا يبدو أنه يتماهى مع الوطن، وكذلك على عكس الحروب التقليدية التى يكون فيها العدو ظاهرا ومعروفا، فإن الإرهاب يمثل تحديا أكبر، ولا شك أن من يسعى للشهادة فى الحرب ضد الإرهاب ينظر للإرهابيين باعتبارهم سرطانا داخليا فى جسد المجتمع، وبالتالى فإن عليه ألا يعطيهم الفرصة لكى يضيعوا وطنه وشعبه، والمواجهة معهم تعطيه تحديا أكبر فى أنه لا يتوانى فى الدفاع عن الوطن بكل ما أوتى من قوة، حتى لو كان الثمن التضحية بحياته، فاللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرارا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم زدنا ولا تنقصنا وآثرنا ولا تؤثر علينا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى