القصة والأدب

الدكروري يكتب عن أمنية الناس حتى الأنبياء

الدكروري يكتب عن أمنية الناس حتى الأنبياء

الدكروري يكتب عن أمنية الناس حتى الأنبياء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد وضح لنا الله عز وجل في كتابة الكريم أن المال والبنون زينة الحياة الدنيا، وكما أمرنا النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم بالتزاوج والتكاثر وروى أبو داود في سننه من حديث معقل بن يسار قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ” إنى أصبت امرأة ذات حسب وجمال وإنها لا تلد، أفأتزوجها؟ قال صلى الله عليه وسلم “لا” ثم أتاه الثانيه، فنهاه، ثم أتاه الثالثه فنهاه، فقال صلى الله عليه وسلم ” تزوجوا الودود الولود، فإنى مكاثر بكم الأمم ” وإن الأولاد منذ القديم كانوا أمنية الناس حتى الأنبياء المرسلين، وسائر عباد الله الصالحين، وسيظلون كذلك ما سلمت فطرة الإنسان، فقال الله تعالى كما جاء فى سورة الأعراف.

 

” هو الذى خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين” ولما دعا الخليل إبراهيم عليه السلام قومه إلى توحيد الله تعالى وعبادته دون سواه، وصبر على أذاهم وثابر على دعوتهم، ألقوه في النار وأنجاه الله منها، واعتزلهم وما يعبدون من دون الله، فوهب الله له إسماعيل ثم إسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، استجابة لقوله تعالى كما جاء فى سورة الصافات ” رب هب لى من الصالحين” فبشره الله تعالى بإسماعيل أولا، ولما بلغ معه السعي ابتلاه فيه وأمره بذبحه، وآثر امتثال أمر ربه على حبه لولده، وصدق في تنفيذ أمره، فبشره ثانيا بإسحاق نبيّا من الصالحين، وجعل النبوة في ذرية خليله من بعده.

 

جزاء كريما لصبره على الأذى في سبيل الدعوة إلى الله تعالى، ونجاحه فيما ابتلاه الله به من الكلمات، وإن الأولاد نعمة تتعلق بها قلوب البشر وترجوها، لتأنس بها من الوحشة، وتقوى بها عند الوحدة، وتكون قرة عين لها في الدنيا والآخرة، ولذلك طلبها إبراهيم الخليل عليه السلام فقال” رب هب لى من الصالحين” وطلبها أيضا نبى الله زكريا عليه السلام من ربه، فقال تعالى كما جاء فى سورة الأنبياء ” رب لا تذرنى فردا وأنت خير الوارثين ” وأثنى الله سبحانه وتعالى على عباده الصالحين، فقال نعالى كما جاء فى سورة الفرقان ” والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ” وأما عن العزل فقد قال الترمذي رحمه الله، وقد كره العزل قوم من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم.

 

وقد اختلفوا في علة النهي عن العزل، فقيل لتفويت حق المرأة، وقيل لمعاندة القدر، ولكن بعد ذكر بعض الأحاديث الصحيحة التي يُفهم من ظاهرها التعارض، والتي يمكن الجمع بينها، بأن العزل جائز ولكن الأَولى تركه، حيث قال ابن حجر رحمه الله أنه أشار إلى أنه لم يصرح لهم بالنهي، وإنما أشار إلى الأولى ترك ذلك لأن العزل إنما كان خشية حصول الولد، فلا فائدة في ذلك، لأن الله عز وجل إن كان قدر خلق الولد لم يمنع العزل ذلك، فقد يسبق الماء ولا يشعر العازل، فيحصل العلوق ويلحقه الولد ولا راد لما قضى الله، وقال النووي رحمه الله أنه يجمع بينهما بأن ما ورد في النهي محمول على كراهة التنزيه، وما ورد في الإذن في ذلك محمول على أنه ليس بحرام، وليس معناه نفي الكراهة.

 

وقال الألباني رحمه الله، ولكن تركه أولى لأمور، وهو أن فيه إدخال ضرر على المرأة لما فيه من تفويت لذتها، فإن وافقت عليه ففيه ما يأتي، وهو أنه يفوت بعض مقاصد النكاح، وهو تكثير نسل أمة نبينا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى