القصة والأدب

الدكروري يكتب عن عوامل ومدارس التربية

الدكروري يكتب عن عوامل ومدارس التربية

الدكروري يكتب عن عوامل ومدارس التربية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن بناء الأسرة على الوجه السليم الرشيد ليس أمرا سهلا، بل هو واجب جليل يحتاج إلى إعداد واستعداد، كما أن الحياة الزوجية ليست لهوا ولعبا، وليست مجرد تسلية واستمتاع، بل هي تبعات ومسؤوليات وواجبات، من تعرض لها دون صلاح أو قدرة، كان جاهلا غافلا عن حكمة التشريع الإلهي، ومن أساء استعمالها أو ضيّع عامدا حقوقها، استحق غضب الله وعقابه، ولذلك ينبغي أن يكون الإنسان صالحا لهذه الحياة، قادرا على النهوض بتبعاتها، وإن ما تتعرض له الأسرة المسلمة من موجات عاتية مؤلمة نتاج وسائل التواصل وغيرها، يحتاج من رب الأسرة أن يفتح قنوات جادة من الحوار والنقاش مع الأبناء والبنات لزرع الأصالة الإيمانية في نفوسهم.

 

وأقله تخفيف حِدة الآثار لتلك الوسائل، خاصة على نظرة النشء لتاريخهم العظيم، حيث قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” ما من مولود إلا يُولد على الفطرة، فأبواه يُهودانه أو يُنصرانه أو يُمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟” وإن عوامل ومدارس التربية كثيرة، فالبيت أساس التربية، والمدرسة والجامعة لها دور آخر كبير الأثر، والمساجد لها دور عقدى إيماني واضح، لكن الإشكال أن هذه المدارس الثلاثة الكبرى للتربية كانت محورا أساسا فى هذا الباب إلى عهد قريب منا، لكننا اليوم أصبحنا نرى خلطا وتشويشا، في توجهات الأجيال المسلمة الناشئة وذلك لوجود عدد من الوسائل الأخرى والتى تشارك وبقوة وتأثير في مهمة التربية.

 

ومن أهمها وسائل الإعلام المرئية، والمسموعة، والمقروءة، على حد سواء، والتي بدورها تسهم فى تشكيل العقل والفكر والسلوك، وتشاركهم طريقة مطعمهم وملبسهم، حتى تسريحة شعرهم، ولون حذائهم، وإن الأمانة شأنها عظيم، ومكانتها من الدين جليلة، والواجب على عباد الله أن يرعوا للأمانة حقها، وأن يعرفوا لها مكانتها، وأن يعتنوا بها غاية العناية، ويهتموا بها غاية الاهتمام، وقد تكاثرت الأدلة في كتاب الله، والأحاديث في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، في تعظيم الأمانة، وتعلية شأنها، ورفع قدرها، وبيانِ ما يترتب عليها في الدنيا والعُقبى، من ثواب لمن حفظها وحافظ عليها، وعقاب لمن أهملها وفرط فيها، ولقد أصبح لوسائل الإعلام المختلفة جاذبية كبيرة في استقطاب نظر الناشئة.

 

وطبقات الشباب والفتيات، والواقع الذى لا محيد منه أن معظم القائمين عليها إلا من رحم الله لا يرقبون فى شباب الأمة إلا ولا ذمة، ولا يحملون الأمانة بصدق وحكمة، فأفسدوا كثيرا بما يقدمون للأجيال من البرامج الغنائية الساقطة، والثقافية التافهة، والمسرحية والدرامية الهزيلة، إلى جانب ذلك الركام من الأفلام والمسلسلات، والتي تجمع في أهدافها هدم القيم والأخلاق، الثابتة من شعائر الإسلام وشرائعه، وتميع الهوية المسلمة فى قلوب أبنائنا، وتذوبهم فى المد الغربى والعلمانى الجارف، بعيدا عن وحى الله تعالى ومنهجه، وتحثهم على قتل قيم الحياء والأدب فى نفوسهم، وتحثهم على الوقوع فى الفواحش والرذيلة، والمعاصى والمنكرات، كما تغريهم وتعلمهم وسائل الانحراف، وتناول المسكرات والمخدرات.

 

إضافة إلى الانحراف العقدى والفكرى، وكما لا ننسى دور المجلات والدوريات التي تأخذ حيزا كبيرا من أوقات الشباب والفتيات، في مطالعة قَصص الحب والغرام والهيام، وأخبار اللاعبين والفنانين والمطربين، الذين سرقوا أوقات وعقول هذه الأمة، وسرقوا أموالها وثرواتها تحت مسمى رسالة الفن والإبداع، وكما لا ننسى أيضا بعض التوجهات المشبوهة فى التعليم تلك التى تطمس نور الإيمان والعقيدة فى قلوب الأجيال، وتزور بعضا من حقائق التاريخ الإسلامى والإنسانى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى