مقال

التفقه في الدين

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن التفقه في الدين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن التفقه في الدين يكون من طريق الكتاب، ويكون من طريق السنة، والتفقه في السنة من الدلائل على أن الله عز وجل أراد بالعبد خيرا، كما أن التفقه في القرآن الكريم دليل على ذلك، والأدلة في هذا كثيرة ولله الحمد، وما زال علم الحديث من أجلّ العلوم في الدراسات الإسلامية، وإنه تكفي الإشارة إلى فضل علم مصطلح الحديث وما لهذا العلم من فضل على تطور علم التاريخ، عند المسلمين أولا، ثم من خلالهم، على تطور علم التاريخ في العالم، فقد أدرك المؤرخون المسلمون، أن علم مصطلح التاريخ هو العلم الذي ينبثق منطقيا من علم مصطلح الحديث، فكما يلجأ علماء الحديث إلى قواعد للتحقق من صحة الأحاديث النبوية الشريفة ووقائع السيرة النبوية الشريفة.

 

كذلك يلجأ علماء التاريخ إلى مثل هذه القواعد للتحقق من صحة ما يتناقله المؤرخون من أحداث الزمان، ولئن انبثقت عن علم مصطلح الحديث علوم متعددة، لعلها أهمها علم الرجال، كذلك وضع علماء التاريخ قواعد وأصول فروع علم التاريخ ونظريات في فلسفة هذا العلم اصبحت اليوم ذات أثر بالغ الشأن، في تدوين وفهم الأحداث التاريخية واتجاهات المجتمعات الإنسانية في مختلف العصور والأصقاع في العالم، وقد قال الشافعي رحمه الله “سمعت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول الحكمة هى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يجز أن يقال الحكمة هنا إلا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أنها مقرونة مع الكتاب، وأن الله افترض طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.

 

وحتم على الناس اتباع أمره، وأما في الحديث النبوي الشريف، فهناك طائفة كبيرة من الأحاديث الثابتة التي تصرّح بمكانة السنة في الشريعة، فمنها ما رواه البخاري قال عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ” كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى” قالوا يا رسول الله، من يأبى؟ قال صلى الله عليه وسلم “من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى” وروى أبو داود والترمذي وابن ماجه والدارمي عن العرباض بن سارية قال “وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا يا رسول الله، كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال صلى الله عليه وسلم “أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد.

 

فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة” ولقد أخبر النبي صلي الله عليه وسلم أنه سيأتي زمان يشكك فيه الناس في كتاب الله وسنة نبيه المصطفي صلي الله عليه وسلم وتكثر الرويبضه، وقد روى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه والدارمي وابن حبان عن المقداد بن معد يكرب قال” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” ألا إني أوتيت الكتاب وما يعدله ويوشك بشبعان على أريكته يقول بيننا وبينهم هذا الكتاب، فما كان فيه من حلال أحللناه وما كان فيه من حرام حرمناه، وإنه ليس كذلك” ومن ذلك أيضا ما أخرجه البخاري عن أبي موسى الأشعري قال.

 

” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوما فقال يا قوم إني رأيت الجيش بعيني وإني أنا النذير العريان فالنجاء، فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به ومثل من عصاني وكذب بما جئت به من الحق”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى