مقال

فضل تعظيم الحديث النبوي الشريف

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن فضل تعظيم الحديث النبوي الشريف

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن من فضل التعظيم للحديث النبوى الشريف، والحرص على نقله، والتأسي به صلى الله عليه وسلم، في الدقيق والجليل، هو من أعظم علامات محبته صلى الله عليه وسلم، والمرء مع من أحب يوم القيامة، وقد جاء في صحيح مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال “جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله، متى الساعة ؟ قال صلى الله عليه وسلم، وما أعددت للساعة ؟ قال حب الله ورسوله، قال صلى الله عليه وسلم ” فإنك مع من أحببت” قال أنس فما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم، فإنك مع من أحببت، قال أنس فأنا أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر وعمر، فأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم ”

 

وإن أهل الحديث هم أولى الناس بهذا الوصف، ولذلك قال الشافعي” أهل الحديث في كل زمان كالصحابة في زمانهم، وكان يقول إذا رأيت صاحب حديث فكأني رأيت أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فإن أهل الحديث هم أهل النبي صلى الله عليه وسلم، وإن لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا، فعلم بذلك شرف أهل الحديث، وعلو مكانتهم في الدين، وأن الاشتغال بالحديث الشريف هو من أعظم الطاعات وأجل القربات فينبغي على المسلم، أن يعتني بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حفظا وفهما، وتعلما وتعليما، وقد وردت الأدلة على الأجر في قراءة القرآن الكريم فهل هناك أجر في قراءة الأحاديث النبوية؟ نعم فإن قراءة العلم كله فيها أجر، فإن تعلم العلم وطلب العلم من طريق القرآن الكريم.

 

ومن طريق السنة النبوية الشريفة، فيه أجر عظيم، فالعلم يؤخذ من الكتاب، ويؤخذ من السنة، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم” خيركم من تعلم القرآن وعلمه” وقد جاء في قراءة القرآن الكريم أحاديث كثيرة، منها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم” اقرءوا القرآن، فإنه يأتي شفيعا لأصحابه يوم القيامة” رواه مسلم، ولقد حث الإسلام علي إعتنام الوقت والتزود منه بالتقوي والعمل الصالح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم “أيحب أحدكم أن يذهب إلى بطحان وهو وادى في المدينة، فيأتي بناقتين عظيمتين في غير إثم ولا قطيعة رحم؟ فقالوا كلنا يحب ذلك يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم” لأن يذهب أحدكم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين عظيمتين، وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع، ومن أعدادهن من الإبل”

 

أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فهذا يدل على فضل تعلم القرآن الكريم، وقراءة القرآن الكريم، وفي حديث ابن مسعود ضى الله عنه قال صلى الله عليه وسلم” من قرأ حرفا من القرآن فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها” وهكذا السنة الشريفة إذا تعلمها المؤمن، فقرأ الأحاديث ودرسها يكون له أجر عظيم، لأن هذا من تعلم العلم، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم ” من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة” وهذا يدل على أن دراسة العلم، وحفظ الأحاديث، والمذاكرة فيها من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار، وهكذا قول النبي صلى الله عليه وسلم” من يرد الله به خيرا يفقه في الدين” متفق عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى