القصة والأدب

الدكروري يكتب عن غفلة المسلمين عن الأخلاق والقيم

الدكروري يكتب عن غفلة المسلمين عن الأخلاق والقيم

الدكروري يكتب عن غفلة المسلمين عن الأخلاق والقيم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد كانت الصلاة هي آخر وصايا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وكثير من المسلمين اليوم للأسف الشديد ضيعوا هذه الوصية النبوية، فكان في آخر يوم من حياته الشريفة صلى الله عليه وسلم وفي صلاة الفجر خرج ليطلع على أصحابه ليتأكد من أنهم يؤدون الصلاة كما أمرهم، فكشف الستار الذي كان بين حجرته وبين المسجد، فرأى الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم واقفين كما علمهم، خاشعين كما أدبهم، رأى صفوفهم متراصة، ورأى قلوبهم متآلفة، فعند ذلك اطمأن صلى الله عليه وسلم وارتاح، وتهلل وجهه، واستبشر، وعلته ابتسامة مشرقة مضيئة، وظن الصحابة أنه سيخرج ليصلي معهم، فأشار إليهم أن أتموا صلاتكم، فاطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى أمته تصلي.

 

لما رأى أمته مجتمعة في صلاة الفجر، اطمأن وارتاح ومات وهو قرير العين، فكيف بالله عليكم أيها الأحباب لو اطلع رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم على أمته في صلاة الفجر، هل سيشرق وجهه ويتهلل كما تهلل عند رؤيته للصحابة؟ وهل سيبتسم ويسر ويفرح كما فرح عندما رأى أصحابه قد اجتمعوا على صلاة الفجر؟ وإن في شريعتنا الحنيفية السمحة أخلاق عالية، وأدب عظيم، وفضائل عدة، لكن المصيبة غفلة كثير من المسلمين عن هذه الأخلاق والقيم، وتناسيهم لها، وعدم عملهم بها، فينشأ النشء من غير أن يقيم لتلك الأخلاق وزنا، وكان المطلوب منا جميعا أن نربى نشأنا التربية الإسلامية الصحيحة على الأخلاق الإسلامية والقيم الإسلامية، التي يسعد بها الفرد في حياته وآخرته.

 

وإن شريعة الإسلام السمحه إنما جاءت بما يقوي الروابط بين أفراد المجتمع صغيره وكبيره، غنيه وفقيره، عالمه وجاهله، جاءت بما يقوي تلك الأواصر، حتى يكون المجتمع المسلم مجتمعا مثاليا في فضائله وقيمه، وفي شريعة الله كل خير وهدى، فيقول تعالى فى سورة يونس ” يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما فى الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين” وإن من تلكم الآداب العظيمة ما جاءت به الشريعة مِن حث الصغار على احترامِ الكبار، وأمر الصغار بإجلال الكبار وتعظيمهم، والرفق بهم وعدم التطاول عليهم أقوالا وأفعالا، وهذه شريعة الإسلام تدعو المسلم إلى أن يكرم أخاه المسلم الذي تقدمه سنا، وسبقه في هذه الحياة، تدعوه إلى أن يحترمه ويكرمه، ويراعي له كبره وسابقته في الإسلام.

 

فيجل الكبير ويحترمه، ويعرف له قدره ومكانته، والكبير مأمور برحمة الصغار، والعطف عليهم، والرفق بهم، والإحسان إليهم هذه المنافع المتبادلة بين أفراد المجتمع المسلم تثبت أواصر الحب والوئام بين الجماعة المسلمة، ولقد خلق الله الإنسان، وجعل حياته تمر بثلاث مراحل وهم مرحلة الضعف، ومرحلة الطفولة والصغر، ومرحلة الضعف والشيخوخة، وقد وصف الله عز وجل هذه المراحل فقال سبحانه فى سورة الروم ” الله الذى خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى