مقال

حق الحيوان علي الإنسان

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن حق الحيوان علي الإنسان
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، والعاقبة للمتقين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد فعليكم بالإكثار من مفتاح من مفاتيح الرزق، وكما هو مفتاح من مفاتيح البركة، وكما هو مفتاح من مفاتيح التوفيق والرحمة، فهل عرفتموه؟ إنه الاستغفار، فالاستغفار وطلب المغفرة هما غاية كل مؤمن، وهما دعوة الأنبياء ومطلب الصديقين وأُمنية المذنبين والتائبين، وإن الاستغفار تضمنته دعوة الرسل جميعا لأقوامهم، ولقد حثنا النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم على الاستغفار والتوبة، فقال ” أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروا، فإني أستغفر الله في اليوم أكثر من مائة مرة، وفي رواية سبعين مرة” رواه البخاري، والاستغفار هو خُلق الأنبياء والصالحين.

ما إن يقعوا في ذنب أو معصية، إلا ويسارعوا بالتوبة والاستغفار، ولكن لماذا نستغفر الله؟ فإننا نستغفر الله لأننا أصحاب خطايا وذنوب، فكل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، ونستغفر الله لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله تعالى، فيغفر لهم” رواه مسلم، ونستغفر الله لأن الله فتح باب التوبة للمذنبين المستغفرين، نعم ومن يقدم على عمل سيئ قبيح، أو يظلم نفسه بارتكاب ما يخالف حكم الله وشرعه، ثم يرجع إلى الله تعالي نادما على ما عمل، راجيا مغفرته وستر ذنبه، يجد الله تعالى غفورا له، رحيما به، ولقد عني الإسلام بحق الحيوان في الطعام والشراب والراحة، وهي أمور أوجبها الإسلام على صاحب الحيوان، وتوعد من لم يفعلها بالعذاب في الآخرة.

وقال الله تعالى فى كتابه الكريم “ومن الأنعام حمولة وفرشا كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين” وقال تعالى “والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون” وقال تعالى “أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون” فهذه الآيات دلت دلالة قاطعة على أن الله تعالى بحكمته البالغة وعلمه الذي وسع كل شيء قد خلق هذه الأنعام التي بين أيدينا وجعلها طعاما لنا وجعل منها مركبا، ومنها زينة يتخذها الناس ومنها ما يحرث الأرض ومنها ما يحمى الزرع ومناه ما يستخدم في الصيد وغير ذلك كثير، فمنافعها كثيرة جدا ومنها ما سخره الله تعالى لنا لنأكله ونتقرب بذبحه إليه سبحانه.

فالهدي والأضاحي والعقيقة، والصدقة العامة وكل تلك الأنعام تقع من الله بمكان قبل أن يقع دمها على الأرض، وإنه خلق عظيم من أخلاق هذا الدين الإسلامي الحنيف وما أعظم هذا الدين وما أعظم أخلاقه، فهو خلق جليل، أثنى به الله عز وجل على رسولنا المصطفي صلى الله عليه وسلم، فقال تعالي كما جاء في سورة التوبة ” لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم” إنه خلق الرحمة، وما أجمل هذا الخلق، فمن اتصف به، تراه محبوبا، مقبولا، قريبا من الناس، إنه خلق هذا الدين، وخلق أهل هذا الدين، فجاء هذا الدين سمحا في عباداته، سمحا في أحكامه، فإذا عجزت أن تتوضأ فتيمم، وإن عجزت أن تصلي قائما فصلي قاعدا ولا حرج، وإن عجزت أن تصوم رمضان فاقضي من أيام أخري، أو أطعم عن كل يوم مسكينا، إنه دين سمح إنه دين الإسلام، فما ما أجمل الرحمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى