دين ودنيا

الدكروري يكتب عن ظل عرش الرحمن يوم القيامة

الدكروري يكتب عن ظل عرش الرحمن يوم القيامة

الدكروري يكتب عن ظل عرش الرحمن يوم القيامة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم، أيها المؤمنون إن إمعان النظر والتفكر في اسم الله الرحمن جل جلاله ليدفع إلى التحلي بالرحمة والقيام بالأسباب الموجبة لرحمة الله عز وجل، ومن تلك الأسباب هو الإيمان بالله والهجرة والجهاد في سبيله والطاعة عموما، وكما تستجلب رحمته تعالى بالاستماع إلى آياته إذا تليت، واتباع ما لأجله أنزلت، وكذلك تنال بطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، واتباع الكتاب والسنة، وكما أن رحمة الله تستجلب بالإحسان إلى خلقه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من عاد مريضا لم يزل يخوض في الرحمة حتى يجلس، فإذا جلس اغتمس فيها” رواه أحمد، ومن الأسباب الجالبة لرحمة الله هو الصبر المصائب والآلام.

 

ومن الأسباب الجالبة لرحمة الله هو التصالح والألفة بينَ المؤمنين، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، الإمام العادل” فالإمام العادل بين رعيته والرحيم بهم والمشفق عليهم ويعمل فيهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يتعب نفسه ليرتاحوا ويسهر ليله ليهدأوا ويناموا، هو ممن يظلهم الله في ظل عرشه يوم القامة ثم يقول صلى الله عليه وسلم ” وشاب نشأ في عبادة ربه” فالشباب المتعبدون لربهم المطيعون لمولاهم الذين نشأوا في عبادة الله وأفنوا أعمارهم في طاعته ورضاه، فاستحقوا أن يكونوا ممن يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ويقول صلى الله عليه وسلم ” ورجل قلبه معلق بالمساجد”

 

فهم رجال أحبوا المساجد وألفوها وتعلقت قلوبهم بها وانتظروا الصلاة بعد الصلاة، ففي المساجد راحتهم وبذكر الله والصلاة تطمئن قلوبهم وتحل مشاكلهم، لا تشغلهم تجارة مهما توسعت ولا مال مهما كثر، حيث قال الله تعالى في سورة النور” في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدوا والأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار” ثم يقول النبي صلى الله عليه وسلم ” ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه” فهم أناس تحابوا في الله وتزاوروا في الله وتجالسوا في الله وفي مسند الإمام أحمد عن النبي صلي الله عليه وسلم يرفعه إلي رب العزة سبحانه وتعالي قال.

 

” حقت محبتي للمتحابين في وحقت محبتي للمتباذلين في وحقت محبتي للمتواصلين في” وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله يقول يوم القيامة أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي” ثم يقول النبي صلى الله عليه وسلم “ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله” فهذا رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، وقد توفرت له كل أسباب إجابتها لما دعته، وانتفت عنه كل موانع إجابة دعوتها ولم يعلم أحد سواهما بما دار بينهما إلا الله، فاستعصم بالله من إغوائها، وإغواء شهوة الشباب وسيطر على نفسه وشهوته ولم تسيطر عليه، ولذا استحق وصف الرجولة واستحق ظل الله له يوم لا ظل إلا ظله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى