مقال

أطعموا البائس الفقير

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أطعموا البائس الفقير
بقلم/ محمـــد الدكـــروري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم، سيد العادلين والمتقين، فهو الذي كان أكثر البشر تأثيرا على مر التاريخ، فيقول عنه صلي الله عليه وسلم الكاتب الأمريكي “مايكل هارت” في كتابه “الخالدون مائة” والذي قام فيه بترتيب أكثر الشخصيات تأثيرا في التاريخ، وقد كان محمد صلى الله عليه وسلم على رأسهم، قال “إن اختياري محمدا ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ قد يدهش القراء، لكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين الديني والدنيوي” فهذا هو محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه هي بعض شهادات أهل الغرب عنه، التي إن دلت جميعها فإنما تدل على عظمة هذا الرجل وإعجازه.

فهو الذي قال عنه رب العزة في كتابه الكريم ” وما ينطق عن الهوي” فصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، فهل تذكرنا في لحظة النشوة والفرح والسعادة، أن هناك أناس يعيشون حياة البؤس والحزن والألم والمرض وشدة الجوع، فإننا ننعم بخير الأطعمة، وأجود أنواع المشروبات وأفضل أنواع الألبسة، فهل تذكرنا في الشتاء أن نتبرع للفقراء بالكساء، الذي يقيهم برد الشتاء القارص، ويحميهم بإذن الله من زمهريره وشدته وهل تذكرنا شدة الحر، حيث تلفح الشمس بحرارتها، فيختبئ كل شيء من حرها ولهيبها، إلا الفقراء المساكين الذين لا يجدون ما يقيهم حر الشمس، وشدة القيظ، فهل اتخذنا من أموالنا، ظلا يستظل به من لا ظل له ؟ لنستظل يوم القيامة في ظل من لا ظل إلا ظل في ظل الرحمن جل جلاله.

فأنفقوا من أموالكم، وأطعموا البائس الفقير، واكسوا العراة من المسلمين، واحملوا الحفاة منهم، فالجنة هناك والعون من الله هناك فقال صلى الله عليه وسلم ” من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ” رواه مسلم، وقال تعالى ” من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم” فتذكروا أن أمامكم أهوال مخيفة وأخطار مهيبة، في القبور، ويوم البعث والنشور، فإن الأمة اليوم تعاني ويلات الحروب المدمرة والكوارث المهلكة، جراء تسلط الأعداء، وتكالبهم على قصعتهم الواضح واعتدائهم على ثرواتنا الفاضح.

واستيلائهم على مواردنا ومقدراتنا ومع هذه المدلهمات، والخطوب الملمات نحتاج لنصر قريب من الله الحسيب لكن للنصر أسباب وللظفر أبواب، وعن مصعب بن سعد عن أبيه رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم” فمن هذا المنطلق النبوي الكريم، يحسن بنا التذكير والإيضاح والتنوير بأمر الضعيف الفقير وملاطفة اليتيم الصغير، ولذا فقد استعاذ منه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله ” اللهم إنى أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة” رواه أبو داود وأحمد، ألم تروا إلى الفقير بين الناس منكسر الجناح، حليف هموم وأتراح دون اقتراف إثم أو جناح، فرحماك ربنا رحماك فهذا فقير قتله الجوع الماحص.

ومسكين أهلكه البرد القارص وعائل يتلمس الطعام ليشبع أبناءه الفئام وأرملة حول القمامة من الجوع تتضور، لتطعم أطفالها الصغار القصّر، فيا غني تدبر وتصور، فقال الله تعالى ” لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى