مقال

صرح الإسلام العظيم

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن صرح الإسلام العظيم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين الملك القدوس العزيز الحكيم، بيده الخير يخلق ما يشاء ويختار وهو بكل شيء عليم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي العظيم، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله فاللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد صلاة وسلاما دائمين أبدا، وعلى آله وصحبه الذين فازوا بالسبق إلى الخيرات ونصرة هذا الدين القَويم، الذي كان من خلقه صلى الله عليه وسلم في معاملة الصبيان أنه كان إذا مر بالصبيان سلم عليهم وهم صغار وكان صلى الله عليه وسلم يحمل ابنته أمامه وكان يحمل أبنه ابنته أمامه بنت زينب بنت محمد صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس وكان ينزل من الخطبة ليحمل الحسن والحسين ويضعهما بين يديه، وكما كان أخلاقه صلى الله عليه وسلم مع الخدم.

ومع هذه الشجاعة العظيمة كان لطيفا رحيما فلم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح، فعن أنس رضي الله عنه قال” خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال أف قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا” رواه البخاري ومسلم، وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله” وفي رواية ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله” وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت “ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما،

فإن كان إثما كان أبعد الناس منه وما انتقم صلى الله عليه وسلم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم” فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين” أما بعد فإنه على الأركان الخمسة للإسلام قام صرح الإسلام العظيم، وهذا كله يبيّن لنا منهج الإسلام، وأن هذا الحق، وأن الإيمان يزيد وينقص، خلافا للخوارج والمعتزلة، فإن الخوارج يقولون لا يزيد ولا ينقص ولهذا من عصى كفر عندهم، وعند المعتزلة من عصى صار إلى النار، وصار في منزلة بين المنزلتين في الدنيا، أما أهل السنة والجماعة فإن الإيمان يزيد وينقص كما دلت عليه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في مواضع كثيرة، فإذا اجتهد في طاعة الله زاد إيمانه، وإذا أتى بعض المعاصي أو ترك بعض الواجبات نقص إيمانه، والحب في الله والبغض في الله من الإيمان.

فقال صلى الله عليه وسلم “ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ولا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه” فالحب والبغض من الإيمان، مثل حب المؤمنين، وحب الرسل، وحب ما شرع الله، من الإيمان، كراهة الكفار وبغض الكفار وبغض ما نهى الله من الإيمان، هذا قول أهل السنة والجماعة خلافا لأهل الباطل، وهكذا الأقوال والأعمال كلها من الإيمان، أقوال العبد وأعماله الشرعية، فالإيمان قول وعمل، قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح، يزيد وينقص، فإذا اتقى الله وجاهد في سبيل الله وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر وأحب في الله وأبغض في الله زاد إيمانه، وإذا فعل بعض المعاصي وتقاعس عن الجهاد أو ما أشبه ذلك نقص إيمانه.

وهكذا أركان الإسلام وهو مصطلح إسلامي، يطلق على الأسس الخمس التي يبنى عليها دين الإسلام، ويدل عليها حديث “بني الإسلام على خمس” ووردت في الأحاديث النبوية بصيغ متعددة، وهي الشهادتان “شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة ان محمدا رسول الله” وإقام الصلاة، وهي خمس صلوات في اليوم والليلة، وإيتاء الزكاة، وصوم شهر رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا، أي للقادرين، ووصفت هذه الأركان بأنها ما يبنى عليه الإسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى