خواطر وأشعار

خدعتني أبتسامتها !!!

جريدة الاضواء

خدعتني أبتسامتها !!!
الجزء الثاني
بقلم أزهار عبد الكريم

خرجت سلمى من المطعم
واستقلت العربية إلتي وقفت فجأة أمامها وهي تصرخ في السائق أتاخرت كده ليه يا علي هنتاخر على ميعاد مدام سوزان …

وما أن غابت العربية من أمام المطعم حتى التفت إليها السائق وجذبها من شعرها بقوة وهو يقول بحده بت أنتى صدقتي نفسك أنك الصحفية اللامعة وهتعيش الدور عليا دي كل الاوراق اللي معاكي مزيفة …

صرخت سلمى من كثرة الألم وهي تقول ابعد إيدك دي عني بقول كده عشان الشخص اللي كان واقف على باب المطعم جنبي تعرف ده مين ؟

سألها هيكون مين يعني ؟

أجابت أمجد سالم الكاتب الروائي المشهور اتعرف عليا وسالني شوية أسئله كتير أنتى مين وشغالة فين وجاية تعملي إيه في اسكندرية
وكنت عاوزة امشي بسرعه قبل ما يسألني عن أي حاجه ثانية أو يسألني عن رئيس التحرير خلاص فهمت كده …

المهم دلوقتي فين التمثال المزيف اللي هنبدله بالتمثال الأصلي وقف علي العربية بجانب الرصيف ومد ايده إلى الكنبة الخلفية وسحب الشنطة الصغيرة الموجودة وقام بفتحها…

لتجد سلمى 6 من التماثيل الفرعونية الصغيرة المتشابهة تماما فقالت في تعجب ليه كل ده !!؟

مش هو تمثال واحد بس اللي احنا هنغيره ونبدله من مقتنيات سوزان هانم ..

أجاب .. دول لمستر جان
علشان وهو خارج من مصر على اعتبار أنهم هدايا تذكاريه لأصحابه في الخارج وطبعاً التمثال الأصلي هيكون ضمنهم

سألته في لهفه وهو هيخرج ازاي بيهم بره مصر ؟

رد علي …واحنا مالنا احنا مهمتنا نبدل التمثال الأصلي بالتمثال المزيف ونعطيه لمستر جان بكره وناخد الملايين بتاعتنا منه

وعشان هو فنان مشهور وليه معجبين كثير ووجوده في مصر فرصة وسبق صحفي عشان كده وجود هدايا تذكارية على هيئة تماثيل فرعونية وهو راجع بلده حاجة عادية لا وكمان هيعتبروها ترويج للسياحة المصرية ونشر الحضارة الفرعونية في الخارج …

وكمل كلامه وهو بيضحك بصوت عالي جدا ..

مستر جان من يوم ما شاف سوزان هانم حفيده كاظم باشا وهي بتعرض المجموعة الأثرية الفرعونية اللي ورثتها عن عيلتها في البرنامج التلفزيوني وهي بتفتخر أنها كلها مقتنيات أصليه وهذا التمثال الفرعوني وأنها تمتلك الرخصة الأصلية بأحقيتها بهذا الإرث وأنها رفضت بيع هذه المجموعة حتى إلى وزارة الآثار وطلبت بحقها في الأحتفاظ بالأرث العائلي وخاصه أنها تمتلك ما يثبت أن جدها الباشا قام بدفع ثمن هذه المجموعة الأثرية للحكومة المصرية عام 1860 وهذه مجموعة تتوارثها العائلة من وقتها …

شهقت سلمى وقالت تلك السيدة العجوزة الكركوبة تمتلك كل هذه الثروة وليس لها وريث …

ضحك علي وقال

والآن هيا نقوم بعمل بروفا على الخطة
قالت سلمى في حماس عندما أصل إلى الشقة وتستقبلني سوزان هانم أعرفها بنفسي وأني هعمل معاها لقاء صحفي ونصور المجموعة الأثرية بتاعتها وقد إيه أنا معجبه بيها وبقدرتها على مواجهه التحديات وأن هي قادرت تحتفظ بيها طوال هذه المده واكيد طبعاً في وسط الكلام والتصوير هطلب منها اشوف التمثال عن قرب لأني مبهورة بالمجموعه جدآ وفي الوقت ده انت هتكون بتصور باقي المجموعة وتسالها عن أي شيء فيها ولما تلتفت ليك في الوقت دا أنا هبدل بسرعه التمثال الأصلي وأحط مكانة التمثال المزيف من غير هي ما تحس بحاجه …
تمام كده
ايوه كده تمام …
لنبدأ تنفيذ الخطة

وانطلقا لتنفيذ الخطة

و أثناء جلوسهما عند سوزان هانم السيدة العجوزة إلتي تكاد تسمع وترى بصعوبه ..

في هذا الوقت دق جرس الباب لتتلاقى نظرات سلمى وعلي متسائلة يا ترى من يكون الزائر ليظهر أمجد في منتصف الردهة

لتحدث سلمى نفسها هو دا اللي كان ناقص إيه اللي جابه هنا ده !!

دخل أمجد وهو يبتسم أبتسامة عريضه ويقول في دهشه أستاذة سلمى ماذا تفعلين هنا ؟

ردت سلمى في ضجر بل ماذا جاء بك أنت هنا ؟

قال أنا هنا في بيت عمتي اتصدمت سلمى وعلي من الأجابة واخذا يتبادلان نظرات الدهشة والأستغراب ثم أنتبه علي سريعاً للوضع وقام وصافح أمجد وهو يقول فرصة سعيدة جداً أستاذ أمجد

أنا علي المصور نحن هنا نقوم بعمل حوار صحفي خاص بالجريدة ونقوم بتصوير هذه المجموعة الاثرية حتى تكون الصور مرافقه للحوار

رد أمجد أهلاً وسهلاً بك أستاذ علي اتمنى ما كونش عطلتكم عن العمل فأنا أعلم أن عمتي سيدة كبيرة وتسمع وترى بصعوبة واكيد لسه الحوار لم يكتمل

أجابت سلمى في تخاذل نعم لم يكتمل العمل

جلس أمجد على المقعد المجاور لسلمى وقال اتفضلي كملي شغلك ولا تشغلي بالك بى مطلقاً

نظرت سلمى إلى أمجد وهي تحدث نفسها
كنت خلاص هبدل التماثيل
وفجأة طلبت سلمى كوب من الماء فقال أمجد اسمحي لي أن احضره لك بنفسي

أبتسمت سلمى وظهرت على ملامحها السعادة وقالت شكراً جزيلاً أستاذ أمجد

وما أن غادر أمجد الغرفة حتى نظرت سلمى إلى علي

حتى يشغل مدام سوزان عن النظر إلى التمثال وبسرعه البرق وضعت سلمى التمثال الأصلي داخل الحقيبة واخرجت التمثال المزيف مكانه واطلقت تنهيدة كبيرة تنم عن الأرتياح وفي هذه الاثناء دخل أمجد وهو يحمل الماء
لتقع عينيه على التمثال وسط المجموعة الأثرية وأبتسم أبتسامة ماكره وهو يراهم ينصرفون من المنزل ..

فنادى عليهم وقال بصوت ساخر لقد أخطاتم فليست هذه المقتنيات الأثرية هي الأصل وهذه نسخه مزيفة

وعمتي تخبئ التماثيل الأصلية في مكان آخر

نظرت سلمى إلى علي وهي لا تصدق ما يقوله أمجد

وتملكت سلمى نفسها وحاولت أن تظهر بصورة متماسكه وهي تقول ولماذا تقول لنا هذا

ضحك أمجد بصوت مرتفع وقال لأني رأيتك وأنت تبدلين التماثيل فهناك كاميرا في الغرفة ولكنها مخبئة بمكان سري تثمرت سلمى وعلي مكانهما من هول الصدمة

إلى أن أستكمل أمجد حديثه وقال لنعيد الإتفاق بشكل آخر أن أحضر لكم التمثال الأصلي مقابل 70% من قيمه المبلغ

صعقت سلمى غير مصدقه ما تسمع

قال أمجد أنا الوريث الوحيد لعمتي وأنا الوحيد الذي سوف يستفيد من هذه المجموعة ولكني أعلم أنني لن أستطيع بيعها خارج مصر ولا أخفي عليكم أنني لا اعلم كيف ابيعها للخارج أيضا لذلك اعقد معكم هذا الإتفاق وفي حاله اتفقنا سابيع لكم باقي المجموعة واحد تلو الآخر

قالت سلمى في اشمئزاز لم اتخيل أن تكون بهذه الأخلاق

رد أمجد وقال بل أنا الذي أتعجب من وقاحتك وجراتك وكيف خدعتني تلك الأبتسامة التي تخفي خلفها أخطر النساء

أزهار عبد الكريم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى