مقال

دور الشباب في المجتمع

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن دور الشباب في المجتمع

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الرحيم الرحمن، خلق الإنسان، علمه البيان، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، رفع منزلة أهل العلم والإيمان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، بعثه في الأميين يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما مزيدا، الذي نادي عليه ربه سبحانه وتعالي قائلا ” فإذا فرغت فانصب” أي يا محمد إذا انتهيت من أعمالك الدنيوية وأشغالك الشخصية فانصب لنا بالعبادة، وتوجه لنا بالطاعة، وأكثر من ذكرنا ودعائنا، فإذا فرغت من الناس وقضايا الناس وأسئلة الناس فقم في محراب عظمتنا، وانطرح على بابنا، واقرب منا، ومرّغ جبينك لنا، لتلقى الفوز والفلاح والأمن والنجاة.

فإذا فرغت من الأهل والولد والقريب والصاحب فاجعل لك وقتا معنا، ارفع فيه سؤالك، اعرض فيه حاجتك، أكثر فيه دعاءك، ادعنا وسبّحنا واطلبنا واستغفرنا واشكرنا واذكرنا، وإذا فرغت من الأحكام والقضايا والموعظة والفتيا والتعليم والإرشاد والجهاد والنصيحة، فتعالي لتزداد من قوتنا قوة، ومن مددنا عونا، ومن رزقنا زادا، ومن فتحنا بصيرة وذخيرة، فنحن أولى بك منك، وأحق بفراغك من غيرنا، ويا له من توجيه له ولأتباعه صلي الله عليه وسلم في صرف الفراغ في العبودية، وملء هذا الزمن بذكره وشكره جلّ في علاه، ليحصل المقصود من الرضا والسكينة والفرج والعاقبة الحسنة وصلاح الحال والمال، وعمار الدنيا والآخرة، فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله أما بعد فإن دور الشباب في العمل التطوعي. 

والخدمات العامة في المدن والريف والأحياء الشعبية على حد سواء، فمشاركتهم بالأعمال التطوعية المختلفة قادرة على بناء شخصياتهم وتقويتها، وتعزيز روح المواطنة لديهم، وتجعلهم يساهمون في مساعدة الآخرين، ويقدمون لمجتمعاتهم طاقاتهم الإيجابية، وقوتهم في المجالات الصحيحة، وكذلك التعرف على الأمور المحلية التي تخص المجتمع الذى يعيشون به، والتعلم عنه، واكتساب معرفة فى تاريخه ومميزاته وخصائصه واحتياجاته، مما يمكنهم من تطويره وتنميته، وكذلك تأسيس المجموعات الشبابية المختلفة والمشاركة فيها، فهناك الكثير مما يمكن أن يقوم به الشباب المهتمين بالعمل في مجال واحد، وهو ما يمكن أن يسهم في تطوير هذا المجال والمجتمع المحيط بهم كذلك، وأيضا فإن للشباب تأثير كبير على السياسة.

وأدوار هامة يمكن أن يساهموا بها، مثل الشباب هم القوة السياسية الأكبر، والأكثر تحررا وانفتاحا، لذلك يمتلكون القدرة على تحقيق أهدافهم في تغيير السياسات وتفعيل دورها بشكل أكبر في دولهم، والتأثير على جميع القوى السياسية، وعلى صناع القرار والمسؤولين، وإن من واجب الشباب هو معرفة حقوقهم وواجباتهم، حتى يستطيعوا المطالبة بها، والتعامل معها، وتحقيقها، وتطبيقها، بالشكل الأمثل، ويمكن للشباب المساهمة في التغيير الحقيقى من خلال التعبير عن آرائهم بمختلف الطرق، خاصة ما توفره اليوم الوسائل التكنولوجية الحديثة، لكن عليهم بالطبع توخى الحذر في كل ما يقال أو ينشر، فاليوم كل ما يكتب وينشر محفوظ، ومن الصعب مسحه فيما بعد، وأيضا المشاركة في الانتخابات والتشجيع عليها.

إذ تعد الانتخابات مِفصلا سياسيا وهاما فى جميع الدول، وموقف الشباب منها يجب أن يكون موقفا مؤثرا لأنها في أغلب الأحيان ستحدد مستقبل البلاد لعدة سنوات بعدها، وهم فعليا أكثر القوى المؤثرة والمتأثرة في مستقبل البُلدان وتطورها، وإن للشباب أدوار هامة في تنمية اقتصاد الدول، ومنها أن الشباب قوة اقتصادية كبيرة، يمكن استغلالها في التنمية الشاملة، وفى جميع القطاعات، ويمكن من خلال تحفيزهم على الإبداع فى المجالات المختلفة الحصول على أفكار ريادية خلاقة، وزيادة الإنتاج والدخل لهم وللعاملين فى تلك المجالات، مما يضمن النجاح والتقدم للمجتمع بمختلف قطاعاته، وفى مجال التنمية الإجتماعية، فقيل فى مقولة جميلة تقول أعقل الناس أعذرهم للناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى