مقال

الجهل والأمراض القلبية والفكرية

جريده الاضواء

الدكروري يكتب عن الجهل والأمراض القلبية والفكرية
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، الذي من أسرار الحب له صلى الله عليه وسلم هو كثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم فإنها من أشرف الأعمال، حيث يقول عليه الصلاة والسلام كما في سنن أبي داود من حديث أوس بن أوس ” أكثروا علي من الصلاة ليلة الجمعة، فإن صلاتكم معروضة علي، قالوا يا رسول الله وكيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت؟ أي قد بليت.

قال صلى الله عليه وسلم إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء” وسجد عليه الصلاة والسلام في الأرض ورفع رأسه، وقال صلى الله عليه وسلم للصحابة ” إن جبريل بشرني أن الله قال من صلى عليك صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا” فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله أما بعد فإن هناك أسباب كثيرة لأمراض القلوب وفسادها من أهمها هو الجهل فهو يقود إلى الأمراض القلبية والفكرية ويهوي بصاحبة وهو لا يعلم، وكذلك الفتن وهي تدك القلوب وتعرض عليها فمن نجى منها فقد فاز، وكذلك الشهوات والمعاصي، والشبهات، والغفلة عن ذكر الله، والهوى، وأيضا الرفقة السيئة، وأكل الحرام كالربا والرشوة وغيرهما، وكذلك إطلاق البصر فيما حرم الله، والغيبة والنميمة، والانشغال بالدنيا وجعلها جل همه وقصده.

وإن من أمراض القلوب هو النفاق والرياء ومرض الشبهة والشك والريبة وسوء الظن والحسد والغيرة والكبر والإعجاب بالنفس واحتقار الآخرين والاستهزاء بهم والحقد والغل واليأس والهوى ومحبة غير الله والخشية والخوف من غير الله والوسواس وقسوة القلوب والتحزب لغير الحق، وأما عن أمراض القلوب هل كلها من الكبائر أم لا؟ وهو أن المحرمات القلبية نوعان، هما كفر، ومعصية، فالكفر مثل الشك، والنفاق، والشرك وتوابعها، والمعصية نوعان، كبائر، وصغائر، والكبائر، مثل الرياء، والعجب، والكبر، والفخر، والخيلاء، والقنوط من رحمة الله، والأمن من مكر الله، وسوء الظن بالمسلمين، والحسد، والسخط، والشح، والحقد، والتباغض بين المسلمين، والصغائر، مثل شهوة المحرمات وتمنيها.

وإن الله تعالى خلق الإنسان، وأودع في جسده الأعضاء المتباينة، لكل عضو من أعضاء البدن فعل خاص به كماله في حصول ذلك الفعل منه على وجه أكمل، ومرضه أن يتعذر عليه الفعل الذي خُلق له، حتى لا يصدر منه، أو يصدر مع نوع من الاضطراب، فمرض اليد مثلا أن يتعذر عليها البطش، ومرض العين أن يتعذر عليها النظر والرؤية، ومرض اللسان أن يتعذر عليه النطق، ومرض البدن أن يتعذر عليه حركته الطبيعية، أو يضعُف عنها، ومرض القلب أن يتعذر عليه ما خُلق له من معرفة الله ومحبته، والشوق إلى لقائه، والإنابة إليه، وإيثار ذلك على كل شهوة لأن العبد إذا عرف كل شيء ولم يعرف ربه، فكأنه لم يعرف شيئا، ولو نال كل حظ من حظوظ الدنيا ولذاتها وشهواتها ولم يظفر بمحبة الله، والشوق إليه، والأنس به، فكأنه لم يظفر بنعيم ولا قرة عين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى