مقال

الإبتلاءات من ضروريات الحياة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإبتلاءات من ضروريات الحياة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده سبحانه وتعالي ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وأصلي وأسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن إهتدى بهديه إلى يوم الدين، وهو صلي الله عليه وسلم الذي أمر ه الله عز وجل بأن يخير نساءه بين أن يفارقهن فيذهبن إلى غيره ممن يحصل لهن عنده الحياة الدنيا وزينتها وبين الصبر على ما عنده من ضيق الحال ولهن عند الله تعالي في ذلك الثواب الجزيل، فاخترن رضي الله عنهن وأرضاهن الله ورسوله والدار الآخرة، فجمع الله لهن بعد ذلك بين خير الدنيا وسعادة الآخرة، وروي أن السيدة عائشة رضي الله عنها قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءها حين أمره الله تعالي أن يخير أزواجه فبدأ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فقال ” إني ذاكر لك أمرا فلا عليك أن لا تستعجلي حتى تستأمري أبويك ” وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه، قالت ثم قال صلي الله عليه وسلم ” وإن الله قال ” يا أيها النبي قل لأزواجك ” إلى تمام الآيتين، فقلت له ففي أي هذا أستأمر أبوي ؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة، ثم فعل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلت، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، أما بعد فإنه أحيانا تكون الابتلاءات هي الشيء الضروري لحياتنا، ولو قدر الله لنا عبور حياتنا بغير ابتلاء أو صعاب، لتسبب لنا ذلك في الإعاقة، ولما كنا أقوياء كما ينبغي أن نكون، ولما أمكننا الطيران، فهل فهمنا من قصة الفراشة أننا إذا لم نمر بالابتلاء لما تمكنا من الطيران والتحليق في سماء الحياة؟ فإن قضية الإنسان في القرآن قضية كبري.

فإن الله عز وجل يلاحق حياة الإنسان قبل أن تحمل به أمه، وقبل أن يكون نطفة، وقبل أن تضعه أمه على الأرض، ناشئا وصبيا، ثم طفلا، ثم شابا قويا، ثم رجلا، ثم كهلا، ثم ينتقل إلى الله، فقال الله تعالى فى سورة الأعراف ” إذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى” فهذا هو الميثاق الغليظ الذى أخذه الله تعالى على الناس وهم في أصلاب أبيهم آدم فدلهم على التوحيد، من هو ربكم؟ ومن هو إلهكم؟ ومن القادر الذي يخلقكم؟ ومن الذي يستحق العبادة؟ ثم تحملك أمك في بطنها تسعة أشهر فإذا الله عز وجل يرعاك ويحفظك، ويجري لك الطعام والشراب وأنت في بطن أمك، ثم إذا وضعتك أمك، أجرى لك في ثديها لبنا دفيئا في الشتاء، باردا في الصيف، وألقى في فطرة أمك وأبيك حبا لك، فلا يناما حتى تنام.

ولا يستريحا حتى تستريح، وأول ما يولد الإنسان يكون باكيا، ولم نسمع في تاريخ الإنسان أن ذكرا أو أنثى ولد وهو ساكت إلا نبى الله عيسى ابن مريم عليه السلام، فما بكى، أما نحن جميعا فقد بكينا يوم أتت بنا أمهاتنا، وقال بعض الفلاسفة بكى الإنسان لأنه خرج من السعة إلى الضيق، وقال آخر بكى الإنسان من هول الابتلاء ومن عظم المشقة، التي سوف يجدها من الضيق والغم والهم والحزن وقال آخر بكى الإنسان لأنه سوف يرى التكاليف أمام عينيه، فيقول تعالى فى سورة النحل ” والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا” أبكم أصم أعمى لا يأكل ولا يشرب ولا ينطق فتولاه الله سبحانه، فيقول تعالى فى سورة النحل ” وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى