مقال

رحاب الله يكمن الخير كله

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن رحاب الله يكمن الخير كله
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله تعالى ذو الجلال والإكرام، مانح المواهب العظام، والصلاة والسلام على النبي سيد الأنام، وعلى آله وأصحابه وتابعيهم على التمام، الذي روي عنه الصحابي الجليل جابر رضي الله عن فقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول “لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى” رواه مسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم أقرب عباد الله إلى الله وأزكاهم عنده، وهو الذي سبق إلى كل خير واقترب من كل فضل، وكان يوصي أصحابه ومن بعدهم بالظن الحسن بالله عز وجل، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم ” يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم” رواه البخاري ومسلم، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه.

وكان صبيا قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا، فأرسلني يوما لحاجة فقلت والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله صلى الله عليه وسلم، فخرجت حتى أمُرّ على الصبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي، قال، فنظرت إليه وهو يضحك، فقال يا أنيس هل ذهبت حيث أمرتك؟ قال قلت نعم، أنا أذهب يا رسول الله، قال أنس والله لقد خدمته تسع سنين، ما علمته قال لشيء صنعته لما فعلت كذا؟ أو لشيء تركته هلا فعلت كذا” رواه مسلم، وهو الذي كان من تعليمه صلي الله عليه وسلم هو ما روي عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال في الرسول صلى الله عليه وسلم ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه” رواه مسلم.

وقد كان صلى الله عليه وسلم يعطي في تعليمه كل واحد حقه من الالتفات إليه والعناية به حتى يظن كل واحد منهم أنه أحب الناس إليه وكان أتم ما يكون تواضعا للمتعلم والسائل المستفيد وضعيف الفهم، وقد شهد التاريخ بكمال شخصيته التعليمية حتى قيل إنه لو لم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم معجزة إلا أصحابه لكفوه لإثبات نبوته، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد فإنه لا مجال لعابد أن يقصر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله تعالى قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، ولا يزال عبدى يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه.

فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه” رواه البخارى، وفي رحاب الله يكمن الخير كله، فربط الأمور الحياتية كلها بمفهوم العبادة يظهر أجمل ما في الإنسان من قيم، وإن قصر الأمور على أنها مجرد عادات موروثة أو مكتسبة، هو إهدار لمعناها وقيمتها، وطمس للمفاهيم، وقصر نظر، لا يمكن من خلاله لأمر أن يستقيم، وما أجمل أن تكون كل حياتنا لله، ساعتها سنشعر بجدوى الحياة والحكمة من الوجود، وبإخلاصها لله تعالى يكون الفوز بالجنان بإذن الله تعالى وبصرفها إلى غير وجهه الكريم سبحانه نكون قد أخذنا بأنفسنا إلى درك العذاب والعياذ بالله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى