مقال

طريق الحقد والغل في القلوب

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن طريق الحقد والغل في القلوب
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله تعالى ذو الجلال والإكرام، مانح المواهب العظام، والصلاة والسلام على النبي سيد الأنام، وعلى آله وأصحابه وتابعيهم على التمام، الذي دفن صلى الله عليه وسلم في حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها، وكانت حجرتها بجانب المسجد النبوي الشريف فلما مات أبو بكر وعمر رضي الله عنهما دفنا بجانبه في حجرة السيدة عائشة، وبقي القبر على حاله تلك زمن الخلفاء الراشدين ومن بعدهم فلما كان زمن الدولة الأموية أراد الخليفة الوليد بن عبد الملك أن يقوم بتوسعة المسجد النبوي من جهة الشرق فوسعه فأحاط المسجد بالقبر من ثلاث جهات وذلك سنة ثماني وثمانين من الهجرة، ولا يزال قبر النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الحال غير داخل في المسجد لأن المسجد لم يحط به من جميع الجهات وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم.

” اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد” فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد إن الخصومة والفرقة والهجران سبب لإيغار الصدور، وطريق للحقد والغل في القلوب، وبريد البغضاء والشحناء في النفوس، فعلى كل مسلم أن يكون هينا لينا سمحا، يرجو من الله تعالى الأجر والثواب، ويقابل بالعفو والصفح، وإن تعدى الخصم حدود الله فيه، فهو يعلم أن الشيطان ينزغ بين المؤمنين، فيأبى أن يكون عونا للشيطان على أخيه، لأن الله سبحانه وتعالى، يدعوه فيقول فى كتابه العزيز فى سورة المائدة ” فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين ” وإياك إياك أن يغرك الشيطان، فطهر قلبك من الآن، ونقى صدرك في هذا المكان.

وكن من أفضل الناس فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما قال، قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أى الناس أفضل؟ فقال صلى الله عليه وسلم ” كل مخموم القلب، صدوق اللسان” قالوا صدوق اللسان نعرفه، فما هو مخموم القلب؟ فقال صلى الله عليه وسلم ” هو التقى النقى، لا إثم فيه، ولا بغى، ولا غل، ولا حسد ” رواه ابن ماجه، وعن أبي هريرة رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا” رواه مسلم، فما قيمة الدنيا بحذافيرها مع خسارة الآخرة؟ وما أشقى حياة من أطاع هواه وشيطانه، وابتعد عن أخلاق دينه.

وتوجيهات نبيه صلى الله عليه وسلم، فإن البعد والغفلة عن تعاليم الإسلام وآدابه وأخلاقه السمحه، قد أوقَع المسلمين فيما وقعوا فيه من تقاطع وتنافر، وتعكر صفو، وتعب في الحياة، ونسيان حتى في التفكير فيما يعود عليهم بالصالح في أمور دينهم ودنياهم، فنجد المحاكم والدوائر تغص بالمعاملات والمراجعين من هذا القبيل، ولا نجد معاملة لشخص سواء كان مسؤولا أو غير مسؤول في تخلف شخص عن الصلاة، إنها مصيبة أن ينسى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإصلاح المسلمين، وينشغل الناس بما يورث البغضاء والعداوة بين المسلمين، وإن الذهاب إلى المساجد سهل، لا كلفة فيه، وعاقبته تجارة رابحة في الدنيا والآخرة، وما أقل المتنافسين على ذلك.

وإن الذهاب إلى أرض قاحلة قد لا تكون صالحة ولا يستفاد منها، ويحتاج إلى كلفة ومشقة، والذهاب إلى بلد من البلدان لإحضار بعض السلع التجارية يحتاج إلى نفقة ومخاطرة، ومع هذا نجد ذلك سهلا، ومستهانا عند الكثير من الناس، ونجد لديه استعدادا للمداعاة والمرافعات، وإنفاق النفقات، حتى ولو لم يستفيد إلا القليل من هذا الحطام الفاني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى