مقال

الناس ما بين الظلمات و النور

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الناس ما بين الظلمات و النور
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله تعالى ذو الجلال والإكرام، مانح المواهب العظام، والصلاة والسلام على النبي سيد الأنام، وعلى آله وأصحابه وتابعيهم على التمام، فإنه لا قيمة للحياة بدون فعل الخير، ولا نجاة للعبد في الآخرة بلا فعل الخير، ولا راحة نفسية ولا سعادة قلبية للعبد دون فعله الخير، ولا دخول للجنة دون فعل الخير، ولا فوز برضوان الله دون فعل الخير، ولا نور في القلب ولا في القبر ولا على الصراط دون فعل الخير، وكل ما أمرنا الله أن نفعله هو خير، وكل ما سنّ لنا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فعله فهو خير، فإن بعضنا فعل الخير في حياته كالنهر الجاري، يتدفق بقوة وغزارة، ومن كل حدب وصوب فمن هنا العبادات والأذكار والقرآن والنوافل والقربات، ومن هناك حسن الأخلاق وصلة الأرحام ومدّ يد العون للمحتاج، وعن يمينه الصدقات، وعن شماله أداء الأمانات.

فحيثما ولّى بوجهه ينال الخير، ويفعل الطيب، وبعضنا، فعل الخير في حياته كالخيط الرفيع لا يكاد يُرى ولا يقوى، ولا يكاد يسمن ولا يضحى، فهو ضعيف شحيح قليل، فلا يمكن أن تربط به ما يثبت، ولا أن تجرّ به ما يثقل، فهذه حال بعضنا، فلو نظر نظرة العاقل في سيرته اليومية لوجدها حزينة قاتمة، بالكاد يسطر له ملائكة اليمين باليوم سطرا أو سطرين من فعل الخيرات، في حين يسطر له ملائكة الشمال في اليوم ثلاثا وعشرين صفحة من فعل السيئات، وبعضنا كأهل الأعراف، لا يفعل الخيرات ولا يفعل السيئات، فخيراته قليلة، وأوقاته الضائعة في المباحات كثيرة، ولكنه خسر وفاتته حسنات ورحمات عديدة، ولقد أرسل الله عز وجل إلينا الرسل والأنبياء مبشرين ومنذرين وأنزل عليهم الرسالات وجاء إلينا الرسول الهادى الأمين.

رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بالرساله السماويه الوسطيه السمحه الخاتمه لكل الرسالات ولكل الأديان ولكل العصور، إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها وهى الرساله الخاتمه الجامعه لكل الأمم وهو الإسلام وجاء الاسلام ليخرج الناس من الظلمات الى النور ومن طريق الغى والضلال إلى طريق الهدى والرشاد ومن المبادئ الإسلامية العظيمة التى جاء بها الاسلام هى المسامحة والعفو والعطف والرحمة، فقال تعالى “والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين” أي أن الله يحب المتصفين بهذه الأوصاف الجميلة، وهم أهل العفو والمسامحة الذين يمسكون غيظهم مع قدرتهم على الانتقام، ويعفون عمن أساء إليهم أو ظلمهم، والذين يبذلون أموالهم في اليسر والعسر، والشدة والرخاء.

وقال نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام ” ليس الراحم الذي يرحم نفسه وأهله ولكن الراحم هو الذي يرحم المسلمين ” ولنعلم جميعا بأن الإخلاص في العمل وابتغاء وجه الله تعالي هو ركيزة أساسية للتوفيق والقبول، فيا أيها الساعي آلا فسر على بركة الرب واعقد العزم، وأعلم أن ما تبذره اليوم سيبقى جاري لك، ولو ووريت لحدك، وطرحت في رمسك، وسيثقل الله به ميزانك، دون أن تجهد نفسك ومتى صلحت النيات، فلن يضيع الله سعيك ولن يخيب الباري رجاءك، فمن أجل وأجمل نعوت المجتمع المسلم أن يتمتع أفراده بالمروءة والشهامة وإغاثة الملهوف، تلك السجايا التي تطرز النفوس بالخيرات وتحوّل الحياة إلى طعوم طيبة، وتعزز معاني الوئام بين القلوب.

وفي نور هذه المعاني الحسان يتفيأ المؤمنون ظلالها الوارف ويتنسمون طيب عرفها الشّذي ويتقاسمون أصدق صور التدين الحقيقي النابع من أوامر القرآن الكريم والسنة المطهرة، وفي جماله يتنافسون، فأن الشهامة والمروءة يتلخصان في الحرص على الأعمال العظيمة لطيب الذكر عند الله تعالى والناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى