مقال

الأمر بالمعروف صدقة

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الأمر بالمعروف صدقة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله على نعمة الإسلام ونشهد أن لاإله إلا الله الملك العلام ونشهد أن محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأنام، إن خلق التواضع كان سمة ملازمة له صلى الله عليه وسلم في حياته كلها، في جلوسه وفي ركوبه وفي أكله وفي شأنه كله ففي أكله وجلوسه نجده صلى الله عليه وسلم يقول ” إنما أنا عبد، آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد” رواه ابن حبان، وفي ركوبه صلى الله عليه وسلم يركب ما يركب عامة الناس، فركب صلى الله عليه وسلم البعير و الحمار والبغلة والفرس، وقال أنس بن مالك رضي الله عنه ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المريض، ويشهد الجنازة، ويجيب دعوة العبد، وكان يوم بني قريظة على حمار مخطوم بحبل من ليف” رواه الترمذي، وعن قيس بن أبي حازم قيال أن رجلا أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام بين يديه فأخذته رعدة.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “هوّن عليك فإني لست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد” والقديد هو اللحم المجفف، وهذا من تمام تواضعه صلى الله عليه وسلم حيث بين له أنه صلى الله عليه وسلم ليس بملك، وذكر له ما كانت تأكله أمه لبيان أنه رجل منهم ، وليس بمتجبر يُخاف منه، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد فإن فقراء المهاجرين عندما جاؤوا مكسوري الخاطر، وقالوا ” يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، قال ” أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة”

قالوا يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر ” رواه مسلم، وكما أن الأطفال كان لهم من جبر الخاطر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيب، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا، وكان لي أخ يقال له أبو عمير، أحسبه قال كان فطيما قال فكان إذا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه، قال يا أبا عمير، ما فعل النغير؟ قال فكان يلعب به ” رواه مسلم، والنغير هو طائر صغير كالعصفور، وما أروع أن نقبل اعتذار المخطئ بحقنا، وخصوصا عندما نعلم أن خطأه غير مقصود وأن تاريخ صُحبتنا معه طيب نقي، فالصفح عنه ومسامحته تطيب نفسه وتجبر خاطره وتبادل الهدايا بين الأقارب والأصدقاء والأحباب.

فإن من أجمل ما يدخل الفرحة للقلب والهناء للنفس، وهي سبيل الحب، وبِساط الود، وطريق الألفه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “تهادوا تحابوا ” رواه البخاري، وإن البر بأرقى صوره أن تشتري لوالديك ما يحتاجان وتفاجئهما بما يفقدان دون طلب منهما أو سؤال، بل كرم منك وتبرع، ففي هذا الفعل أجمل ما يسطر من جبر الخواطر، وإدخال الفرح والسرور على قلوبهما، كما لا ننسى صاحب الحاجة والمسكين الذي انكسر قلبه، وذلت نفسه، وضاق صدره، ما أجمل أن نجعل له من مالنا نصيبا، ومن طعامنا ولو الشيء القليل، ومن دعائنا ما نستطيع بذلك نجبر كسرهم، ونطيب قلوبهم، ولا نشعرهم بالنقص، فإن العبادات أبواب فالصلاة باب، والصيام باب، وجبر الخواطر باب، فاجعل دائما هناك باب مفتوح بينك وبين الله عز وجل فلا تدرى من أى باب يدخلك الجنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى