مقال

انتبهوا فإن الموت قريب

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن انتبهوا فإن الموت قريب
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إن أول من سن وابتدع الاحتفال بالموالد هم الرافضة ملوك الدولة الفاطمية التي انتسبت كذبا وزورا إلى فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، ففي القرن الرابع الهجري ابتدع الخليفة الفاطمي العبيدي فكرة الاحتفال بالموالد واحدث مع المولد النبوي أربعة موالد أخرى مولد لعلي وآخر لفاطمة وثالث للحسن والحسين ورابع لمن يحكم من العبيديين ثم توسعوا في إحداث الموالد والمناسبات البدعية الأخرى، وإن هذه الدولة التي أحيت وابتدعت المولد النبوي دولة كافرة فاسقة بإجماع المحققين من أهل العلم.

فإنها عطلت الإسلام وجحدت السنن والآثار وفي ولايتهم أرغم المصريون على سب أبي بكر وعمر وعائشة رضي الله عنهم أجمعين ومنع الناس من صلاة التراويح ومن السعي لطلب الرزق نهارا وانتشر الرعب والقتل حتى أكل الناس في زمانهم بعض كالبهائم والحيوانات، وهذه الدولة يرى بعض العلماء ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنها تنحدر من أصل يهودي أو مجوسي ولم تعرف الأمة هذا الموالد قبل هذه الدولة فهل هي أهلُ للإقتداء بها، فيا أيها المسلمون، يا أيها العاصون، يا أيها المذنبون، يا أيها الغافلون، يا من تمرحون وراء الفتن، ويا من تمرحون وراء الهوى، ويا من تمرحون وراء الشهوات، ويا من تعصون الله ليل نهار انتبهوا فإن الموت قريب، وإن الموت يأتي بغتة، وبعد الموت ستعرضون على الله فردا فردا.

وستسألون أمام الله حرفا حرفا، وهذه هي المرحلة الثانية، يوم أن تنتقل بالموت من عالم الحياة إلى عالم الفناء، ومن القصور إلى القبور، ومن ضياء المهود إلى ظلمة اللحود، ومن ملاعبة الجواري والغلمان إلى مقاساة الهوام والديدان، ومن التنعم بالطعام والشراب إلى التمرغ في الوحل والتراب، وكذلك أيضا لما حصر عثمان بن عفان رضي الله عنه دخل عليه عبد الله بن سلام ليزوره في هذا الحصار الشديد، فقال عثمان يا عبد الله بن سلام والله لقد كنت مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في الليلة الماضية، فلقد جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم البارحة وقال لي “يا عثمان حصروك؟ قلت نعم يا رسول الله، قال يا عثمان منعوا عنك الماء؟ قلت نعم يا رسول الله، فقال عثمان فأدلى لي النبي صلي الله عليه وسلم دلوا فشربت من دلو النبي صلى الله عليه وسلم.

حتى إني أجد برد هذا الماء على ثديي وعلى كتفي الساعة، ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عثمان إن شئت أن ينصرك الله نصرك عليهم، وإن شئت أن تفطر عندنا اليوم فلك ما شئت، فقال عثمان بل أفطر معك الليلة يا رسول الله، وأترك هذا العالم عالم الشقاء وعالم الهم والغم وأفطر معك اليوم يا رسول الله فقتل من يومها، واحتضر عثمان في يومها، وما كان يتكلم إلا بهذه الكلمة اللهم اجمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم، قالها عثمان ثلاثا، ثم لقيت روحه ربها تبارك وتعالى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى