مقال

الغرب وتفريغ المناهج الدراسية

جريده الأضواء

الدكروري يكتب عن الغرب وتفريغ المناهج الدراسية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي شرح صدور المؤمنين فانقادوا لطاعته، وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” انتدب الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة أو أدخله الجنة، ولولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية، ولوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل” رواه البخاري، ولكن من هو الشهيد وسبب تسميته؟ فالشهيد في اللغة هو الحاضر، والشاهد العالم الذي يبين ما علمه، والشهيد في الاصطلاح الشرعي هو من مات من المسلمين في سبيل الله دون غرض من الدنيا، وبشكل أساسي يطلق لقب الشهيد في الإسلام على من يقتل أثناء حرب مع العدو. 

سواء أكانت المعركة جهاد طلب أي لفتح البلاد ونشر الإسلام فيها، أم جهاد دفع أي لدفع العدو الذي هاجم بلاد المسلمين، وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون نفسه في سبيل الله” وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال، قال أعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليذكر، ويقاتل ليرى مكانه، من في سبيل الله؟ فقال ” من قاتل، لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله” رواه البخاري، ولقد كان للسيطرة والهيمنة الأمريكية على دول العالم الإسلامي وخاصة الدول العربية أعظم الأثر في تفريغ المناهج الدراسية من كل ما يغرس في نفوس الناشئة الرجولة وحب الجهاد، وحب الدفاع عن الأوطان. 

ووضعوا مكان ذلك ما يغرس في نفوس الشباب الخنوع والاستسلام، تحت مسميات كاذبة، مثل السلام والأخوة بين البشر، والمحبة بين الناس، وغير ذلك، ولكن هل سنظل نغرس في نفوس أبنائنا السلام فقط، ونهمل إعدادهم على التضحية والفداء، والدفاع عن الأرض والوطن الذي ينتهك في كل شبر من أرض الإسلام؟ فإن الطالب هو الهدف والغاية من وراء العملية التعليمية، لذا فقد وضعت التدابير المحكمة كي يتحول إلى نموذج مهزوز، مفرّغ من القيم الإسلامية والرجولة، بل وجعله يرى كل غربي على أنه مظهر الحضارة، بل والنموذج الذي ينبغي أن يحتذى، وفي المقابل ينظر إلى كل إسلامي على أنه مظهر التخلف والجمود، أوليست هذه النتيجة التي ذكرها اللورد كرومر حينما قال عن الشباب الذين تثقفوا على يد الغربيين “يتأرجحون في الوسط، ويتحوّلون إلى مخلوقات شاذة ممزقة نفسيا”؟ 

فقيل لقد قضينا على برامج التعليم في الأقطار الإسلامية منذ خمسين عاما، فأخرجنا منها القرآن وتاريخ الإسلام، ومن ثم أخرجنا الشباب المسلمين من الوسائط التي تخلق فيهم العقيدة والوطنية، والإخلاص والرجولة، والدفاع عن الحق” وفي هذا الصراع العقدي علينا أن نركز على مصادر التلقي، التي نتلقى منها عقائدنا وفكرنا، فوحدة مصدر التلقي سبب مهم لتوحيد الأمة، كما تحقق في صدرها الأول، فلا يمكن أن تتطابق مصادر التلقي لدى المسلم السني والصفوي، أو لدى المسلم والكافر، لا يمكن بحال، وبقَدر العناية بمصدر التلقي والحرص على أن تكون المصادر صحيحة، بقدر ما تكون الهوية متميزة صافية نقية، فالشارع الحكيم أمر بمجانبة سبيل المشركين كله، وحذر من الوقوع فيما وقعوا فيه، وفي التشبه بشيء من أحوالهم ما قد يفضي إلى اتباع سبيلهم والركون والميل إليهم، وعلينا ألا نخشى من هذا الصراع، لأن الأمة الإسلامية باقية إلي قيام الساعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى