مقال

المهاجرين مع الأنصار في بلادهم

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن المهاجرين مع الأنصار في بلادهم

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

اليوم الخميس الموافق 26 أكتوبر

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي دخل أبوبكر رضي الله عنه عليه صلى الله عليه وسلم وهو مغطى بثوبه، وفتاتان تضربان بالدف أمام السيدة عائشة رضي الله عنها فاستنكر ذلك، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم الغطاء عن وجهه وقال دعهما يا أبا بكر، فإنها أيام عيد، وقيل أنه غضبت أم المؤمنين عائشة ذات مرة مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها هل ترضين أن يحكم بيننا أبوعبيدة بن الجراح؟ فقالت لا، هذا رجل لن يحكم عليك لي، قال هل ترضين بعمر؟ قالت لا، أنا أخاف من عمر، قال هل ترضين بأبي بكر “أبيها؟ قالت نعم”

ولم يكن النبى صلى الله عليه وسلم قاسى القلب، ولم يكن يعتزل النساء، بل كان رجلا يسعد بما يسعد به الرجال ويحب الطيب والنساء وقرة عينه فى الصلاة، ولم يكن ليفهمه السلفية والمتشنجون والمتشددون فى فهم السنة، وإنه عندما هاجر النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم من مكه إلي المدينة وسكن بها وكون دولتة الإسلامية وبمرور الأيام أخذ الشعور يزداد بين الأنصار بأن المهاجرين أصبحوا أقوى منهم، فقاموا بمحاولات لكي يظهروا أنهم سادة في بلادهم، وأنهم لا يحبون أن يرضوا بكل ما يفعله ضيوفهم، إلا أن مجرى الأحداث لم يكن في صالح الأنصار، وذلك أيضا لفقدان الكثرة العددية في المدينة وذلك بفضل قدوم مهاجرين جدد بشكل ثابت للمدينة، وهجرة قبائل للسكن بجانب المدينة. 

وصاروا باستمرار ينزلون إلى المرتبة الثانية، وكما أنه في حادثة السقيفة جرى تهمييش الأنصار لصالح المهاجرين، ويعود ذلك إلى ختلاف الأنصار الداخلي الذي أضعف موقفهم، فحرموا السيادة على مدينتهم، وكان الأنصار قد اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة، لتولية سعد بن عبادة الخزرجي زعيما للمدينة، عقب وفاة النبي صلي الله عليه وسلم، وعلم عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وأبو بكر الصديق بالاجتماع، فبادروا إليهم لمنعهم من تولية سعد، ثم فشل الأنصار أمام المهاجرين بسبب تفكك صفهم الداخلي فقد حسد بشير بن سعد ابن عمه سعد بن عبادة، وبادر بمبايعة أبي بكر بالحكم، وبايعت الأوس أبا بكر، لأنها خشيت من سيادة الخزرج، فتفكك صف الأنصار، ولكن في حادثة السقيفة. 

لم يكتف الخصوم بتبادل الآراء والحجج، ويروي الإخباريون أن شوارع المدينة كانت تغض بأفراد قبيلة أسلم، وبالتالي كان هناك ضغط عسكري من جانب عناصر خزاعة، تلك القبيلة القريبة من مكة، وقيل إن مبادرة الأنصار للاجتماع على عجل لتولية سعد بن عبادة الزعامة بعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم،هي ليست محاولة لإنقاذ الأمة أو الدولة، بل يتعلق الأمر بمبادرة قبلية وبخصوصية تهم بلدهم وحسب، فقد كانوا أغلبية في مدينتهم، ورغبوا في التصرف كأسياد، واسترداد السلطة التي تنازلوا عنها للنبي صلي الله عليه وسلم في حياته، وكذلك كانوا يرغبون في تحاشي هيمنة قريش الظاهرة منذ فتح مكة، والتي ارتضوها على مضض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى