مقال

الحرب العالمية الثالثة وكبش الفداء.

الحرب العالمية الثالثة وكبش الفداء.

كتب : وائل عباس

 

نعم أوكرانيا هى ( كبش الفداء ) وبالون الأختبار ؛ الذى يختبر به المعسكر الغربى تحت مسمى ( حلف الناتو ) بقيادة بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وباقى من يدور فى فلكهم ؛ يختبرون به إلى أى مدى وصلت القوة الروسية ؛ وكيفية الرد الروسي وقت الأزمات ؛ والوقت المستخدم في أتخاذ القرار ؛ والأسلحة المستخدمة سواء تقليدية أو قد ترقى إلى الأستخدامات النووية ؛ وأستراتيجية التنفيذ .

أنهم لا يشغلهم السلام العالمى ؛ ولا حتى حقوق الإنسان ؛ كما يدعون ؛ فمن يحيا او يموت ليست تلك قضيتهم .

أنما قضيتهم هى كيف تسود العالم ؛ ويشكل الدب الروسي أحدى العقبات الرئيسية في ذلك ؛ لذا وجب عليهم التعامل معه ؛ ولكن بأحترافية بالغة ؛ فهم يعلمون جيدا مدى القوة التى يمتلكها ؛ لذا رأوا أن يورطونه فى الحرب على أوكرانيا ؛ ثم يستنزفونه أقتصاديا بفرض العقوبات عليه ؛ ويبداوا حصاره من كل الأتجاهات ؛ ثم تبدأ حروب الجيل الرابع بإثارة القوميات والخلافات الداخلية ؛ وتأتى الحرب بالوكالة مساندة للعرقيات هناك بعد ذلك .

ولكن هذه الخطة قد تنجح في أى مكان بالعالم ؛ لكن ليس مع الروس .

أن الدب الروسي يعلم خطتهم ويعلم ما يفكرون به ؛ وقد قام بقراءة الأحداث وأخذ التدابير وإقامة التحالفات الموازية ؛ لذا نرى تحركا صينيا فى اتجاه تايوان كرسالة مفادها أنها ليست مجرد حرب على الحدود الروسية الأوكرانية بل ربما تكون الحرب العالمية الثالثة ؛ وهو ما يخشاه حلف الناتو .

ويجب أن نضع في الحسبان أيضا كوريا الشمالية كحليف قوى للمعسكر الشرقي ؛ الذى يمكن فى أى لحظة أن يطلق من قواعده مالايحمد عقباه تحت مسمى ( الزعيم المجنون )

روسيا تتلاعب بهم بذكاء حاد ؛ والمعسكر العربى يميل إلى التحالف الروسي الصينى بعد أن تأكد من أنتهازية الولايات المتحدة الأمريكية وعدم الأرتكان إليها بعد سحب قواتها ؛ والمساومة بالمفاوضات النووية الإيرانية ؛ وعدم ضم الحوثيون كتنظيم أرهابى إلا من أيام قلائل .

روسيا تعلم أنهم يقتربون من حدودها بضم حلفائها القدامى إليهم ؛ لكنها لن تسمح لهم بالأقتراب أكثر من ذلك ؛ الرأى العام الروسى يرى في بوتين الزعيم الذى أعاد الأمجاد وأسترجع هيبة وطنهم ؛ لذا مايراهن عليه الغرب من أنشقاق فى الداخل الروسى قد أغلقه بوتين تماما ؛

الرئيس الأمريكي العجوز هو الأضعف بين رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية ؛ وترى روسيا أنها أنسب الأوقات لهزيمة الولايات المتحدة الأمريكية واذلالها أذا أقدمت على التدخل بصورة مباشرة .

ويرى بايدن أن هذه الحرب قد تنقذ الاقتصاد الأمريكى من التضخم الذى يعانى منه عن طريق بيع الأسلحة وأرتفاع أسعار الغذاء وأستقطاع الحلفاء .

لكلا الطرفين أهداف أبعد من أوكرانيا كدولة أو موقعة قد تحدث على أرضها حربا .

ما هى إلا ساعات قلائل وربما نرى الأقتحام الذى سيكون درسا يغير ملامح السياسية العالمية في المستقبل القادم .

فأوكرانيا لا تعدو إلا أرضا للمعركة .

نسئل الله أن يحفظ مصر وسائر أقطار العالم العربي وشعبه ؛ ويجنبنا ويلات الحروب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى