مقال

سُبل التعامل مع الأبناء الصغار

جريدة الاضواء

الدكرورى يكتب عن سُبل التعامل مع الأبناء الصغار
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 4 فبراير 2024

الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد إنه ينبعي علي الآباء والأمهات بث المبادئ وتعاليم الإسلام في نفس الطفل منذ الصغر بإرتياده الي المسجد ودخوله المسجد، حتي يتعود الطفل على إرتياد المسجد وألفته به، فإن لم يتعود الطفل على إرتياد المسجد منذ الصغر، سيكون من الصعوبة بمكان عليه تعوده في المستقبل في شبابه، وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله “ورجل قلبه معلق بالمساجد” فالرجل الذي يعتاد الذهاب إلى المسجد مشهود له بالإيمان، وما أجمل أن يتعلق قلب الصبي وعقله بالمسجد والأذان.

فحين يسمعه ما يلبث إلا أن يلبي داعي الله، وربما كان هذا سببا للأذان في أذن المولود حين يولد، حتى يكون أول ما يسمعه الأذان حتى يطرد الشيطان عنه، وذلك لأن الشيطان إذا سمع الأذان ولى وله ضراط، وأيضا حضور الطفل دروس العلم في المسجد وحلقات تحفيظ القرآن، وفي هذا ثقافة دينية للطفل، أيضا دخوله مكتبة المسجد وتزوده بما فيها من قصص للقرآن الكريم، وكتب للسيرة، والمغازي، والتاريخ الإسلامي، ونحوها، وينبغي أن تشمل مكتبة المسجد على كتب تناسب أعمار الطفل المختلفة، كما أن حضور الطفل خطبة الجمعة وهي الدرس الأسبوعي المفروض على المسلمين جميعا وشعور الطفل بوحدة المسلمين وتجمعهم وقوتهم، ووحدتهم، كل هذا يغرس في نفس الطفل الكثير من المبادئ.

التي يصعب عليه تعلمها نظريا لأنها أمور علمية، وأيضا تعود الطفل إرتياد المسجد سوف يدفعه إلى البعد عن أصدقاء السوء، والبعد عن مواطن الشبهات، وعن إقتراف المحرمات، والبعد عن الانحراف بكل وسائله، ومصاحبة الأخيار والصالحين ومن ينفعه في الدنيا والدين، ومن أهم الوسائل لتربية الطفل ثقافيا وعلميا هو دور الحضانة والمدرسة، وينضم إليهما ما يسمى بالكتاتيب، فهي لا زالت موجودة في بعض القرى، ويجب على الوالد أن يحسن إختيار دار الحضانة التي يودع فيها ابنه، وأقصد هنا الحضانة التعليمية التثقيفية، وليس حضانة الرضع والصغار دون سن الرابعة، والطفل في سن الحضانة يحب جدا المعلمة ويتخذها قدوة، وهي عنده بمنزلة الأم خصوصا إذا كانت عطوفة عليه.

وتقوم بواجب رعايته بأمانة، ومن ثم فهي تؤثر في شخصيته بدرجة كبيرة، وكلما كانت المعلمة قدوة حسنة، وملتزمة بأخلاق الإسلام وآدابه وتعاليمه، كلما خرج الطفل وتعلم بطريقة أفضل، وكلما كانت المعلمة ذات ثقافة وعلم كلما كانت أكثر قدرة على بث الآداب والفضائل في الأولاد، وأشد تأثيرا فيهم، فتعليم الأطفال يحتاج إلى دراسة واعية وإلى خبرة وعلم، وقد افتتحت في كثير من كليات التربية أقسام للطفولة، لتخرج معلمات لدور الحضانة يكن على درجة كبيرة من الثقافة والعلم بطبيعة تلك المرحلة، وسُبل التعامل مع الأطفال الصغار، ولا بأس إن كان الوالد يقدر أن يجلب لولده معلما يعلمه القرآن، والآداب، والفضائل في المنزل، وهكذا كان يفعل قديما الأمراء والخلفاء والأعيان، وكل من لديهم مقدرة مالية على ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى