مقال

عظم أمر الغلول يوم القيامة

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن عظم أمر الغلول يوم القيامة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم الخميس 26 اكتوبر

الحمد لله تعالى ذو الجلال والإكرام، مانح المواهب العظام، والصلاة والسلام على النبي سيد الأنام، وعلى آله وأصحابه وتابعيهم على التمام، قيل أنه لما تم الصلح بين الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبين معاوية بن أبي سفيان وبايع اهل الكوفة معاوية التمس معاوية من الإمام الحسن بن علي أن يتكلم بجمع من الناس ويعلمهم انه قد بايع معاوية وسلم الأمر إليه فأجابه الحسن إلى ذلى فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وقال ” يا أيها الناس إن أكيس الكيس التقى وأحمق الحمق الفجور إلى أن قال وقد علمتم ان الله تعالى جل ذكره وعز اسمه هداكم بجدي وأنقذكم به من الضلالة وخلصكم به من الجهالة وأعزكم به بعد الذلة وكثركم به بعد القلة إن معاوية نازعني حقا هو لي دونه فنظرت إصلاح الأمة وقطع الفتنة.

وقد كنتم بايعتموني على أن تسالموا من سالمني وتحاربوا من حاربني فرأيت ان أسالم معاوية وأضع الحرب بيني وبينه وقد بايعته ورأيت أن حقن الدماء خير من سفكها ولم ارد بذلك الإ صلاحكم وبقاءكم وأن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين” وإذا تكلمنا عن المال العام فنقول بأن المال العام تجب حمايته وعدم أخذه بأي صورة من صور الأخذ، فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال “قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره ثم قال لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء يقول يا رسول الله، أغثني، فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة وهو صوت الفرس فيما دون الصهيل فيقول يا رسول الله، أغثني، فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك.

لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء يقول يا رسول الله، أغثني، فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح، فيقول يا رسول الله، أغثني، فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق، يعني غلّ ثيابا أو ما يسير مسار ذلك ويُدرج في سلكه فيقول يا رسول الله، أغثني، فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت ويعني ذهب أو فضة، فيقول يا رسول الله، أغثني، فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك” رواه البخارى ومسلم، فكل ما يأخذه المسؤول من مال الدولة أو عن طريق سلطته إنما هذا غلول سيسأل عنه من غلّ يوم القيامة، وروى الإمام مسلم وغيره عن ابن عباس عن عمر رضي الله عنهما.

قال “لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا فلان شهيد وفلان شهيد، حتى مروا على رجل فقالوا فلان شهيد فقال صلى الله عليه وسلم كلا والذي نفسي بيده، إني رأيته في النار في بُردة غلها أو عباءة غلها، ثم قال صلى الله عليه وسلم يا ابن الخطاب، اذهب فنادى في الناس أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون” عباد الله، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكّرون، وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى