مقال

مواقف مؤثرة بَكَى فيها النبي ﷺ

جريدة الاضواء

مواقف مؤثرة بَكَى فيها النبي ﷺ

بقلم/ رضا السيد أبوجلاب

 

كان النبي ﷺ يقف بين يدي الله عز وجل يناجيه ويبكي ، ويصف أحد الصحابة ذلك المشهد فيقول : ” رأيت رسول الله ﷺ وفي صدره أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء”

والمرجل هو الصوت الذي يصدره القدر عند غليانه.

وتروي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها موقفاً آخر فتقول : قام رسول الله ﷺ ليلةً من الليالي فقال : يا عائشة ذريني أتعبد لربي، فتطهّر ثم قام يصلي، فلم يزل يبكي حتى بلّ حِجره ، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ لحيته ، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ الأرض.. وجاء بلال رضي الله عنه يؤذنه بالصلاة.

فلما رآه يبكي قال : يا رسول الله ، تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم منذنبك وما تأخر ؟ فقال له : “أفلا أكون عبداً شكوراً ؟”

 

وعن البراء بن عازب ضي الله عنه قال : ” كنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في جنازة ، فجلس على شفير القبر أي طرفه، فبكى حتى بلّ الثرى، ثم قال : ( يا إخواني لمثل هذا فأعدّوا ).

 

ويوم قرأ النبي ﷺ قول الله عز وجل : { إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم }

رفع يديه وقال : ( اللهم أمتي أمتي ) وبكى.

 

وكم بكى رسول الله ﷺ من فراق قريبٍ أو حبيب ، كمثل أمه آمنة بنت وهب ، وزوجته خديجة رضي الله عنها ، وعمّه حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه ، وولده إبراهيم ، فكانت عبراته شاهدة على مدى حزنه ولوعة قلبه.

ويوم توفي إبنه إبراهيم بكى وقال :

“إن العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون”

ويوم أرسلت إليه إحدى بناته تخبره أن صبياً لها يوشك أن يموت ، لم يكن موقفه مجرد كلمات توصي بالصبر أو تقدّم العزاء ، ولكنها مشاعر إنسانية حرّكت القلوب وأثارت التساؤل ، خصوصاً في اللحظات التي رأى فيها النبي – صلى الله عليه وسلم – الصبي يلفظ أنفاسه الأخيرة، وكان جوابه عن سرّ بكائه : “هذه رحمة جعلها الله ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء”

فمن صلى عليه صلاة صلى الله عليه بها عشرة.

صلى الله عليك يا حبيبي ويا شفيعى يا رسول الله..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى