مقال

نفحات إيمانية ومع التربية الإسلامية فى الشريعة “جزء 4” 

نفحات إيمانية ومع التربية الإسلامية فى الشريعة “جزء 4”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع التربية الإسلامية فى الشريعة، بل عليهم الصبر والمصابرة مع الاستمرار في العمل والدعاء لهم والحرص عليهم فقد يستجيب الله لهم بعد حين، وأن يدرك الوالدين أن النصح لا يضيع، فهو بمثابة البذر الذى يوضع في الأرض والله عز وجل يتولى سقيه ورعايته وتنميته، فالنصح ثمرته مضمونة بكل حال فإما أن يستقيم الأولاد في الحال، وإما أن يفكروا في ذلك وإما أن يقصروا بسببه عن التمادي في الباطل أو أن يعذر الإنسان إلى الله، وأيضا استحضار فضائل التربية في الدنيا والآخرة هذا مما يعين الوالدين على الصبر والتحمل، فإذا صلح الأبناء كانوا قرة عين لهم في الدنيا وسببا لإيصال الأجر لهم بعد موتهم.

 

ولو لم يأت الوالدين من ذلك إلا أن يكفي شرهم ويسلم من تبعتهم، وأيضا استحضار عواقب الإهمال والتفريط في تربية الأبناء والتي منها أن الوالدين لن يسلما من أي أذى يرتكبه الأبناء في الدنيا وسيكونون سببا لتعرضهم للعقاب في الأخرى، فيجب علينا أن نعتنى بأبنائنا وبناتنا، ولنبذل الجهد قدر الاستطاعة، وربك حكيم عليم يهدي من يشاء، ويضل مَن يشاء، لكن على العبد بذل السبب، عليه القيام بالواجب، عليه أن يطهر بيته مما يخالف شرع الله، وكيف يطمع في صلاح الأبناء والبنات من ترك البيت لا خير فيه، أو أدخل فيه المعاصي والفجور والمجون وشرب المسكرات والعياذ بالله، وترويج المخدرات، والجلوس مع من لا خير فيهم، ومن هم أهل الشقاء والبلاء؟

 

فاحذر أيها الأب تلك الأمور السيئة، فطهر بيتك ومجتمعك، وطهر مجالسك من السوء، لينشأ الأولاد والبنات على هذه العفة والصيانة والكرامة، ويا أيتها الأم المسلمة، ربي البنات التربية الصالحة، ربيهن على الأخلاق، ربي بناتك تربية صالحة، أعديهن للمستقبل الطيب، وربيهن على الأخلاق والمكارم، وأبعديهن عن السوء والسفور وما لا خير فيه، وحذروا الأولاد والبنات من بعض القنوات الفاجرة الظالمة التي تنشر السوء والفساد، وتحارب الأخلاق والفضيلة، وتبعد الأمة عن دينها وعن أخلاق إسلامها، فلنتق الله في أنفسنا، ولنتق الله في أولادنا، ولنتعاون جميعا على البر والتقوى، وفي الحديث الصحيح الذى رواه الإمام أحمد والنسائي والترمذى.

 

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب ذات يوم، فجاء الحسن والحسين رضي الله عنهما عليهما قميصانِ أحمران، يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر، فحملهما فوضعهما بين يديه، ثم قال “صدق الله ورسوله إنما أموالكم وأولادكم فتنة، رأيت هذين يمشيان ويعثران في قميصيهما، فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما” ثم أخذ فى خطبته صلى الله عليه وسلم، فمحبة الذرية كغيرها من المشتهيات، تارة تكون ممدوحة، وتارة تكون مذمومة، والأشياء بمآلها وآثارها، فالممدوحة ما تؤول إلى خير، وتفضي إلى نفع، والمذمومة ما تؤول إلى شر، وتفضي إلى ضرر، فمحبة الذرية، والرحمة بهم، والشفقة عليهم مطلوبة.

 

لكن ليس على حساب الدين، وإن محبتهم لا تقتضي إهمال تربيتهم، وإغفال شؤونهم، والسنة مليئة بما يحث على حب الذرية ورحمتهم، كما أنها مليئة بما يجب به إحسان تربيتهم، وتقويم خُلقهم، ففي الحديث الصحيح الذي رواه النسائي والحاكم عن بعض الصحابة رضي الله عنهم أنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشي، الظهر أو العصر، وهو حامل حسن أو حسين، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه عند قدمه اليمنى، ثم كبّر للصلاة، فصلى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها، فرفعت رأسي من بين الناس، فإذا الصبي على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فرجعت إلى السجود، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة، قال الناس يا رسول الله، إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها، حتى ظننا أنه قد حدث أمر، وأنه قد يوحى إليك، قال “كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلنى، أى اتخذني راحلة بالركوب على ظهرى، فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى