مقال

تجاهلك هدي رسول الله

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن تجاهلك هدي رسول الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الحميس الموافق 2 نوفمبر 2023

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له العاقبة في الآخرة والأولى، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، نبيه المرتضى ورسوله المجتبى، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن اهتدى، إن الأحمق الأخرق من يتجاهل تحذير النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يسعى إلى الفتنة برجليه، يسعى إليها حتى يقع فيها، فإذا به يمتحن ويختبر في إيمانه وثباته ودينه، فلا يثبت بل يقع وينهزم ويفتتن ويهوي، وتتغير عليه الحياة، وإن الفتن ألوان وأشكال وأصناف وأحجام، فتن شبهات، وفتن شهوات، فإن فتن الشبهات، هم الذين يشككون في دين الله في شرع الله، في كتاب الله، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يشككون فيها ويخرجون إلينا كل يوم عبر وسائل التواصل يحرفون العقيدة الصحيحة، ويتكلمون في القرآن كلام الله.

ويخوضون في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، يدعون الناس إلى ترك المساجد وهجر القرآن، والبعد عن تطبيق سنن النبي صلى الله عليه وسلم، يشككون في يوم القيامة والحساب والجنة والنار، بل يدعون إلى ترك الدين كله، ويتهمونه بأنه سبب تخلف المسلمين، وتبعيتهم وضعفهم وتأخرهم، فيدعون إلى الكفر يدعون إلى الإلحاد، يدعون إلى الخروج من دين الله، يدعون الشباب إلى الخروج من بلاد الطهر والإسلام إلى بلاد الكفر والعهر والانحلال، فإذا ذهب من قل عقله إليهم، تركوهم يهيمون في الشوارع لا يجدون طعاما ولا شرابا ولا مسكنا، فتن شبهات فتن في الدين، اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا، وهناك فتن الشهوات، وهي ما تشتهيه النفس من المحرمات، وما أكثر فتن الشهوات، لا يكاد يسلم منها مسلم إلا من عصم الله ورحم، منها فتنة جمع المال، وجمع الدنيا.

والطمع والجشع في جمع المال من حلال ومن حرام، وهي فتنة عظيمة تجعل المسلم ينسى من دينه وينسى من أهله، وينسى من أولاده، وينسى أقاربه وأرحامه، بل ربما قاطعهم وخاصمهم وهجرهم من أجل المال، بل ربما قتل وسفك الدم الحرام من أجل المال، من أجل قطعة أرض أو شعب أو جبل أو ساقية، وأغلب قضايا الناس اليوم ومعاملاتهم وتقاطعهم وتخاصمهم من أجل فتنة المال، عندما كان الفقر والشح كانوا سعداء متآلفين متحابين، أسرتين ثلاث أسر إخوة في بيت واحد، وعندما فتنت الأنفس بالمال والتوسع، تجد مع كل شخص جبلا أو جبلين، وشعبا أو شعبين، تفرق الناس في رؤوس الجبال وفي بطون الشعاب، وتقاطعوا وتهاجروا وتركوا حتى الصلاة في المساجد، وكما إن من فتن الشهواتن هي فتنة النساء وما أخطرها وما أسوأها من فتنة، أشد فتنة على الرجال فتنة النساء، وكم سقط فيها من رجال.

وكم صغر فيها من كبير، وكم تبعثرت فيها من أسر وبيوت وأزواج وزوجات، فليحذر كل مسلم من هذه الفتنة، فوالله إنها دركات إلى الهاوية والشقاء، وربما إلى النار والعياذ بالله، فالشاب عليه أن يتزوج ويكتفي بزوجته، والمتزوج عليه أن يتورع ويتقي الله في محارم الناس، فإن له محارم، له زوجة وأخوات وبنات، غفد فتحت وسائل التواصل على كل الشرور نساء ورجال، سقطوا فيها، باعوا دنياهم وآخرتهم من أجل شهوة، بسبب نظرة ومكالمة ومهاتفة وتواصل ومزحات وابتسامات، من أجل رسالة أو صورة، فإن مما يعصم من الفتن ويباعد عنها هو تذكر عظمة الله ومراقبته وقوته، وتذكر ” أن الله عليكم رقيبا” ومنها تذكر الجنة والنار، والصراط والميزان ويوم الحساب ” يومئذ تعرضون لا تخفي منكم خافية”

ومنها الاستعاذة بالله من الفتن، واسأل الله دائما أن يحميك ويحفظك في دينك ودنياك وآخرتك، ومنها البعد والحذر، وعدم استشراف الفتن، لا تقترب، لا تجرب، لا تتساهل فإن البدايات هي النكبات، ومنها العمل الصالح والحفاظ على الصلوات، ومنها الرفيق الصالح، فهو الصالح الذي يخوفك بالله ويحذرك من الفتن والمعاصي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى