مقال

الدكروري يكتب عن بناء الإنسان أصل بناء الوطن ” جزء 7″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن بناء الإنسان أصل بناء الوطن ” جزء 7″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

وقد قال الله عز وجل “ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله” فالحذر الحذر أيها الشباب فأنتم عدة أنفسكم وأهليكم ومجتمعكم ووطنكم وأمتكم، وأنتم أملها ورجاؤها بكم تعمر البلاد والعباد، وبكم تنهض وتزدهر، وعدوكم يتربص بكم فسدوا الطريق أمامه، فالبناء كبير، والهدم سهل لكن الإعادة أصعب، فلا مكان لمخرّب بين شعب يقظ يدرك معنى البناء، ويقف حارسا أمينا، ساهرا مخلصا، ولكن لا خوف على هذه الامه لانها امة عمل لا كسل وامة بناء وتعمير لا هدم وتخريب وامة حضارة لا امة تخلف وامة قوية تعرف كيف تجتث الفساد من جذوره، فإنها بفضل الله وبمشيئته لن تسقط بلد دعا لها نبى، وسكن فيها نبى، ومشى على ارضها نبى، واوصى على اهلها نبى، وتجلى على ارضها رب كل نبى، فاتقوا الله، واعتصموا بحبل الله جميعا، وكونوا يدا واحدة على كل مجرم أثيم، يريد أن يزعزع أمنكم واستقراركم، ويعبث بمنجزاتكم، وينشر الفوضى في مجتمعكم.

 

فقال الله تعالى ” ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما” وعن المقدام رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال” ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده ” رواه البخارى، وهكذا فإن نظام هذه الحياة، يتطلب السعي والعمل، فجميع المخلوقات من حولنا تسعى بجد، وتعمل بنشاط، فكان من الواجب أن ينهض الإنسان للعمل مستشعرا بشعار الجد والنشاط، طارحا القعود والكسل وراءه ظهريا، حتى يقوم بما فرضته عليه طبيعة الإنسانية، وهي سنة الله في خلقه، وبما أوحت إليه القوانين الشرعية، والعاقل لا يرضى لنفسه أن يكون كلا على غيره، وهو يعلم أن الرزق منوط بالسعي، وأن مصالح الحياة لا تتم إلا باشتراك الأفراد حتى يقوم كل واحد بعمل خاص له، وهناك تتبادل المنافع، وتدور رحى الأعمال، ويتم النظام على الوجه الأكمل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

“ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده” رواه البخاري، ويقول صلى الله عليه وسلم أيضا “إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليفعل” رواه البخاري، وقال ابن عباس رضي الله عنهما “كان آدم عليه السلام حراثا، ونوح نجارا، وإدريس خياطا، وإبراهيم ولوط كانا يعملان في الزراعة، وصالح تاجرا، وداود حدادا، وموسى وشعيب ومحمد صلوات الله تعالى عليهم رعاة للأغنام، وعمل صلى الله عليه وسلم أيضا في التجارة فخرج إلى الشام في تجارة عمه وزوجه خديجة رضي الله عنها” وقد قال لقمان الحكيم لابنه يوما “يا بني استعن بالكسب الحلال فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال رقة في دينه، وضعف في عقله، وذهاب مروءته، وأعظم من هذه الخصال استخفاف الناس به” وإن هناك العديد من العوامل التي تسهم في قيام الحضارات وكذلك انهيارها، فالحضارة عبارة عن نظام اجتماعي.

 

يعمل على تقريب الناس من بعضهم لزيادة إنتاج الفكر الثقافي، بالإضافة إلى تحسين النظام الاجتماعي والنهوض باقتصاد الدول واستغلال الموارد بشكل إيجابي، ويذكر أن الحضارة تتكون من أربعة عناصر أساسية وهي النظم السياسية والنظم الاقتصادية والعادات والتقاليد، وهناك العديد من العوامل التي تسهم في قيام الحضارات وهي تبدء بالإنسان، حيث إن الإنسان يعتبر من العوامل التي تساعد في بناء الحضارات لما يتضمنه من أفكار وعادات وتقاليد ونضال وأخلاق وغيرها، وجميع الحضارات تبدأ بالعامل الإنساني حيث هناك العديد من الحضارات الضخمة التي تبدو كأنها حدثت نتيجة عامل تاريخي واضح للعالم بسبب الإنسان، كتعرض شعب للغزو العسكري من قبل شعب آخر، وهذه الأفكار والحضارات حدثت بسبب تبادل أفكار الشعوب وليس نتيجة عامل تاريخي، وهذا الأمر هو تفسير لنشأة الحضارات في عقود قديمة كالحضارة الإسلامية.

 

التي انتشرت لثلاثة أو أربعة عقود، وكان العرب حينها جاهزين لتلقي أفكار كالفكرة الإسلامية لتخرجهم عما كانوا فيه من مآسي اجتماعية وغيرها، وكذلك فإن هناك الموارد الاقتصادية، حيث تعتبر الموارد الاقتصادية من أهم العوامل بعد الإنسان في نشأة الحضارات وقيامها، حيث أن بناء الحضارة يحتاج إلى أفكار والأفكار بحاجة إلى مبالغ كبيرة من الأموال، ولن تستطيع البلاد والشعوب النهوض بالحضارة إذا لم تتوفر لديهم الموارد الاقتصادية والمالية، حيث أن الموارد ضرورية لتوفير احتياجات الإنسان الأساسية، فعند توفرها يكون الإنسان قادر على الإبداع والتفكير، وكذلك فكرة تلاقي الشعوب، حيث إن تلاقي الشعوب من العوامل التي تسهم في قيام الحضارات بشكل كبير، حيث لا يمكن أن يبدأ شعب مسيرته دون الالتفات إلى الماضي والتعلم من الأخطاء التي قامت بها الأمم الأخرى في حضاراتها ومن هنا فإن انغلاق الأمم والشعوب على نفسها.

 

سكون سدا منيعا أمام تطورها ونهضتها، وأبسط مثال على ذلك أنه لم يعد هناك حواجز طبيعية تمنع العالم من الاتصال ببعضه بوسائل الاتصالات، مما جعل العالم يبدو وكأنه قرية صغيرة، وأيضا من عوامل بناء الحضارات هو الموقع الجغرافي للكرة الأرضية، حيث إن الموقع الجغرافي من العوامل المهمة أيضا في قيام الحضارات، حيث يؤثر المناخ والأحوال الجوية في مكان معين على الحضارة، فعلى سبيل المثال يصعب بناء حضارة في مناطق لا يستطيع الإنسان العيش فيها بسبب برودتها أو حرارتها، فيجب أن يكون الموقع الجغرافي مناسب ومعتدل طبيعيا لبناء حضارة عظيمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى