مقال

دليل الحب والعبودية الحقة

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن دليل الحب والعبودية الحقة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأحد الموافق 5 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين، أما بعد إن مما يؤكد أهمية عمل هذا الإنسان الذي يقوم بالنظافة، والتعاون معه، وتقدير عمله الذي ربما يحتقره بعض الناس، وتأكيد معنى البيئة الجميل الذي حث عليه ديننا الحنيف، هو قول النبي صلى الله عليه وسلم “رأيت رجل يتقلب في الجنة في غصن شوك أزاله من الطريق كان يؤذي الناس” رواه مسلم، ويفتقد النبي صلى الله عليه وسلم امرأة سوداء كانت تقوم على نظافة المسجد، افتقدها عليه الصلاة والسلام، فسأل عنها فأخبروه بأنها ماتت.

فقال صلى الله عليه وسلم “دلوني على قبرها” ثم ذهب وصلى عليها، ودعا لها، وهي إشارة لتعظيم دورها في النظافة، وإن المسارعة إلى الخيرات دليل الحب والعبودية الحقة، فإن سرعة الاستجابة ناتجة عن حب الله ورسوله، والثقة بوعده، والإيمان به، فاتقوا الله واستجيبوا لربكم إذ دعاكم إلى المسارعة إلى مغفرته وجنته باستباق الخيرات، وعمل الصالحات من التقوى، والنفقة ابتغاء وجهه، والحلم والعفو، وغير ذلك من وجوه الإحسان، والتوبة من الفواحش، وظلم النفوس طمعا في مغفرة الله، وواسع رحمته، وفسيح جنته، فبادروا إلى ذلك، فاتقوا الله أيها المسلمون فإن هذه الدنيا دار عمل لا دار حساب، ودار للتسابق للخيرات والأعمال الصالحات، فالعمل الصالح هو زادنا في الآخرة، والعمل الصالح هو أنيسك في قبرك يا عبد الله.

وإن الله تعالى أعطانا النعم، وكرمنا بالجوارح لنعبده، ولنتسابق إلى طاعته ومرضاته، فاجتهدوا أيها المسلمون في استغلال أوقاتكم بالطاعات، واعمروا أوقاتكم بما يقربكم إلى رب الأرض والسموات، فإن الصدقة برهان على صدق صاحبها، وهى دليل على قوة إيمانه، وشديد تعلقه بربه، وإن الصدقة تطفئ غضب الرب، وبخاصة صدقة السر، وإن الصدقة محرقة للخطايا ومحو لها، وإن الصدقة وقاية من النار ولو كانت قليلة زهيدة، وإن الصدقة دواء للأمراض الحسية، فمن كان به مرض، أو بأحد أقربائه وأحبائه، ثم تصدق بنية الشفاء من هذا المرض، شفاه الله عز وجل، فقال صلى الله عليه وسلم “داووا مرضاكم بالصدقة” وقال ابن شقيق “سمعت ابن المبارك وسأله رجل عن قرحة خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج. 

وسأل الأطباء فلم ينتفع به فقال اذهب فاحفر بئرا في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويُمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ” ومما شاهده الناس وتواطأوا عليه، أن الصدقة تدفع البلايا عن صاحبها، وأن للصدقة تأثيرا عجيبا في دفع أنواع البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم وأهل الأرض كلهم، لأنهم جربوه” وأن الصدقة توصل صاحبها إلى مقام نيل حقيقة البر، وأن المتصدق يحظى بدعوة الملك له بالإخلاف وزيادة الرزق كل يوم، والصدقة تزيد المال ولا تنقصه، وإن للصدقة باب من أبواب الجنة جعله الله للمتصدقين يسمى باب الصدقة، والصدقة تطهر المال من كل ما يشوبه من لغو، وكذب، وحلف، وغفلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى