مقال

الرحمة من كرم الفطرة

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الرحمة من كرم الفطرة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأثنين الموافق 6 نوفمبر

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له العاقبة في الآخرة والأولى، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، نبيه المرتضى ورسوله المجتبى، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن اهتدى، أما بعد في قانون العلاقات لهذا الزمن هو أن تقبل فكرة أنك قابل للإستبدال بأية لحظة لكن في نفس الوقت، اجعل لديك قناعة أنه يستحال تعويضك، فإذا خسرت الدنيا كلها وأنت مع الله، فما خسرت شيئا، وإذا ربحت الدنيا كلها وأنت بعيد عن الله، فقد خسرت كل شيء، وأكثر الناس فرحا بالهدية مشتريها يسابق اللحظات ليرقب أثرها فلا تخذله مهما كانت، فإذا وصلتك فضيحة عن أحد فاجعلها تقف عندك ولا تتعداك فإن وقفت عندك أخذت أجر الستر بإذن الله ومن ستر مسلما ستره الله عز وجل.

فإذا تألمت لألم إنسان فأنت نبيل، أما إذا شاركت في علاجه فأنت عظيم وكونك تحاول أن تتحلى بالإيجابية لا يعني أنك تخدع نفسك بغير الواقع، الشيء يبدأ بالمحاولة وإقناع اللا وعي ليصبح عادة يومية لا شعورية، والحرام يبقى حراما حتى لو كان الجميع يفعله، فلا تتنازل عن مبادئك وأن كنت وحدك تفعلها، وعندما يتحقق ما كنت تحلم به لا تتمنى المزيد فتفسد سعادتك، وإن لم تترك أثر جميل فلا تترك عكس ذلك فعدم ذكرك أفضل من ذكرك بسوء، واذا لم تكن لك صدقة جارية بعد الموت فأحرص أن لايكون لك ذنب جاري بعد موتك، وفي بعض الاحيان تكون الحياة جميلة براقة ومشرقة، وفي لحظات اخري نجدها كئيبة مملة وصعبة جدا ولا تحتوي علي أي أحداث جديدة أو مشوقة.

وهنا تكمن قدرة الانسان علي تغيير حياته للافضل وصنع سعادته بنفسه، فالسعادة قرار وعلي الانسان ان يبحث دائما عن سعادته بداخله وليس من حوله، فالسعادة تبدأ من داخل الانسان وقدرته علي استغلال الظروف مهما كانت صعبة او مؤلمة وتحويلها الي نجاحات، حين يقرر الإنسان تحويل حياته إلى سعادة خالصة، عليه أن يكون متأكدا أنه سيفشل في ذلك إن لم يسكن الأمل قلبه منذ البداية، ومن حب الوطن هو أن تنظروا إلى بلال بن رباح رضي الله عنه وهو عبد حبشي كان يسكن مكة، ولما هاجر كان يحن إليه وهي الأرض التي عذبته، وكان يفول ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة، بفخ وحولي إذخر وجليل، وهل أردن يوما مياه مجنة، وهل يبدون لي شامة وطفيل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى أصحابه من المهاجرين يشتاقون إلى بلدهم.

دعا الله ” اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة وأشد حبا ” ولا عجب فحب الوطن من الإيمان وقديما قال الحكماء إن الحنين من رقة القلب ورقة القلب من الرعاية، والرعاية من الرحمة، والرحمة من كرم الفطرة وكرم الفطرة من طهارة الرشدة أي صحة النسب، وطهارة الرشدة من كرم المحتد، أي الأصل وقال أخر ميلك إلى مولدك من كرم محتدك وقال بعض الفلاسفة فطرة الرجل معجون بحب الوطن، ولذا قال أبقراط يداوي كل عليل بعقاقير أرضه فان الطبيعة تتطلع لهوائها وتنزع إلى غذائها، وقالت الهند حرمة بلدك عليك كحرمة أبويك لأن غذائك منها وأنت جنين وغذاءهما منه وقال أخر من إمارات العاقل بره لإخوانه وحنينه لأوطانه ومداراته لأهل زمانه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى