مقال

تقديم تحية المسجد

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن تقديم تحية المسجد
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الملقب بالصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، إن في العلاقات الأسرية لن ينال الابن بر والديه حتى يترفق معهما في الحديث، ويختار من الكلام ألينه، ومن تعامل مع الناس في بيع وشراء، وجب عليه أن ينتهج التيسير هديا له، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “رحم الله رجلا سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى” ومن كان له دين على الناس فلييسره عليهم لعل الله أن ييسر عليه، حيث قال تعالى ” وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة” فإن التيسير على عباد الله سبب لنيل التيسير من الله في الدنيا والآخرة، فمن كان رحيما بالناس ولا يشق عليهم فيرحمهم يسر الله عليه أمره في الدنيا والآخرة.

حيث قال الله سبحانه ” فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى” ومن شق على الناس شق الله عليه، فقال تعالى ” وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من شاق شاق الله عليه” وإن الحاصل من مجموع الأحاديث النبوية الشريف التي نقلت عن رسول الله صلي الله عليه وسلم، تدل علي أن رد السلام على حامل السلام ليس بواجب بل هو مندوب إليه، وقال ابن حجر قال النووي في هذا الحديث مشروعية إرسال السلام ويجب على الرسول تبليغه لأنه أمانة، وتعقب بأن بالوديعة اشبه والتحقيق من الرسول إن التزمه أشبه الأمانة وإلا فوديعة، والودائع إذا لم تقبل لم يلزمه شيء، قال وفيه إذا أتاه سلام من شخص أو في ورقة وجب الرد على الفور.

وقال ويستحب أن يرد على المبلغ، واستدل بالحديث الأول والثالث، قال ولم أري في شيء من طرق حديث عائشة أنها ردت على النبي صلى الله عليه وسلم فدل على أنه غير واجب، وكما أن من آداب السلام في الإسلام هو تقديم تحية المسجد، على السلام من بالمسجد، فالداخل للمسجد يستحب له أن يقدم تحية المسجد قبل تحية أهلها، وفي حديث المسيء في صلاته ما يدل لذلك، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في ناحية المسجد فصلى ثم جاء فسلم عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم “وعليك السلام ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع فصلى” وقال ابن قيم الجوزيه ومن هديه صلى الله عليه وسلم أن الداخل إلى المسجد يبتدئ بركعتين تحية المسجد، ثم يجيء فيسلم على القوم.

وقال ابن قيم الجوزيه ومن هديه صلى الله عليه وسلم أن الداخل إلى المسجد يبتدئ بركعتين تحية المسجد، ثم يجيء فيسلم على القوم، فتكون تحية المسجد قبل تحية أهله، فإن تلك حق لله تعالى، والسلام على الخلق حق لهم، وحق الله في مثل هذا أحق بالتقديم، ثم ساق حديث المسيء في صلاته مستدلا به على قوله، وقال فأنكر عليه صلاته، ولم ينكر عليه تأخير السلام عليه صلى الله عليه وسلم إلى ما بعد الصلاة، فتبين من إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الصحابي أن السنة في تقديم تحية المسجد على السلام على أهله، وكما أن من آداب السلام في الإسلام هو الترغيب في السلام قبل الكلام، فإن الذي عليه سلف الأمة وخلفها أنهم كانوا يقدمون السلام قبل كلامهم، وسؤال حاجتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى