مقال

نشر الفرقة بين المجتمع

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن نشر الفرقة بين المجتمع
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأثنين الموافق 13 نوفمبر 2023

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما، لقد جعل الإسلام احترام الكبير نوع من أنواع إجلال الله وتعظيمه، فقال عليه الصلاة والسلام “إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة من المسلمين، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وذي السلطان المقسط” وكان صلى الله عليه وسلم إذا تحدث إليه اثنان بدأ بالأكبر سنا ويقول “كبر كبر” رواه البخاري، ويبدأ الأكبر قبل أن يبدأ الأصغر، هكذا أمر الإسلام، وفي الصلاة وجّه صلى الله عليه وسلم بأن يتقدم بعد الإمام البالغون وكبار السن، فعن أبي مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال.

“ليليني منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم” رواه مسلم، كل ذلك تقديرا وإكراما لهم، فإذا أقيمت الصلاة في المسجد وقام الناس لتسوية الصفوف فإن كبار السن أحق بالصفوف الأولى، أما إذا جاء أحدهم متأخرا فلا يجوز له أن يسحب أحدا من الصلاة ولو كان صغيرا حتى لا يشغله عن صلاته، ومراعاة لشعوره وحقه في السبق، بل من رعاية الإسلام للكبار أنه رخص لهم في كثير من العبادات والطاعات في القيام والصيام والحج والجهاد رحمة ورأفة بهم، فقد أمضوا سنوات عمرهم في هذه الطاعات، فلما كبر سنهم ورق عظمهم وخارت قواهم راعى الإسلام هذه الحال، ووجه إلى التخفيف والتيسير، وتكليف العبد بعد الفرائض ما يطيق من العبادات، فهذا رجل كبير السن كما في حديث عبد الله بن بسر.

يأتي للنبي صلى الله عليه وسلم فيقول يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به، وفي رواية ولا تكثر فقال عليه الصلاة والسلام “لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله تعالى” رواه الترمذي، وروي عن معقل بن يسار رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ” العبادة فى الهرج كهجرة إليّ ” فإذا رأيت الناس يكثرون في أمور لا فائدة منها فاعتزلهم، ويقول الإمام النووي رحمه الله، أن المراد بالهرج هنا هو الفتنه، واختلاط أمور الناس وسبب كثرة فضل العباده فيه هو أن الناس يغفلون عنها ويشتغلون عنها، ولا يتفرغ لها إلا أفراد، فالانشغال بالعبادة وقت الفتن خير لك وأفضل، وإن من مظاهر الفساد أيضا هو السعي إلى الفرقة والسعي إلى تحزب الناس، وقد نهى الله تعالى عن الفرقة والتحزب.

وأمر بالاجتماع، ونهى عن الاختلاف فقال الله تعالى فى سورة الأنفال ” ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ” ويقول سبحانه وتعالى فى سورة آل عمران ” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا” فالله عز وجل، أمر بالاجتماع ونهى عن الاختلاف، فنشر الفرقة بين الناس بسبب الحسب والنسب، أو توالي وتعقد الولاء من أجل الرجال، فإن هذا سبب من أسباب الفرقة، ومن يسعى إلى نشر الفرقة بين المجتمع ويسعى إلى الإفساد فيهم فيجب نصحه، وإلا حذرنا منه لأنه يسعى للإفساد في الأرض، فعلى المسلم أن يسعى لجمع الكلمة وإلى توحيدها، فإن الله عز وجل، أمر به، وأمر به نبينا صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى