مقال

أين نجد الحب الحقيقي.

أين نجد الحب الحقيقي

 

بقلم/السيد شحاتة

 

إن الحب من أسمي المشاعر الإنسانية التي يمكن أن تؤثر في كل منا بل ويتأثر بالبيئة المحيطة بنا

 

فالحب ليس إمتلاك إنسان تأخذه وقت غرورك وتتركه وقت كبريائك ولكن يأخذك الكبرياء والغرور كطفل في أحضان من تحب

 

ففي القلوب حكايات لن تصل إليها الأقلام لكي تسترجعها أو تتناول تفاصيلها بل يتسلل لقلوبنا ولخواطرنا بين تنهيدة واخري بين دمعة وبسمة بين ذكري جميلة وأخري مرة ثم يمضي وتمضي بنا الحياة

 

والإنسان المحب لايمكنه إخفاء حبه مهما حاول ففي كل محاولة يفعلها تفضحه الغيرة علي من يحب يفضحه الإهتمام لحبيبه أو يفضحه إدمان النظر للمحبوب

 

الحب الحقيقي هو شعور الأمان بالإحتواء بالسعادة ويجعله متوازنا عاطفيا ينعكس أثره عليه مباشرة هو أن نقدم لبعضنا دعوة للحياة حينما نفقد شهيتنا لها أو دعوة للجوء لقلبينا حينما تغلق القلوب أمامنا

 

يظل محفورا في القلب مهما مر عليه الزمان ومهما قابلنا من أشخاص لذا فالحب الحقيقي هو سر السعادة في حياتنا حيث أنه من النادر في هذه الأيام أن نقابل حبا حقيقيا

 

حيث يمر الكثيرون منا بالعلاقات المختلفة علي مدار العمر ولكن رغم ذلك توجد علاقة واحدة تظل عالقة في القلب والعقل متميزه بإحساس مختلف عن أي علاقة أخري حيث تعتبر فترة الحب والعشق من أجمل الفترات التي نعيشها مهما مرت عليها السنين

 

فالحب الحقيقي لا يأتي في أسبوع أو سنة بل يحتاح عشرة لنكتشف إن كان حباً يحتاج مشاكل وأزمات لتتضِح صورته

 

الحب يبدأ بانتهاء الحماس بقلة الوصال بلهفة الإشتياق حين يفتقد كل طرف الآخر

 

فلا يمكنك أن تحب البحر وأنت تقف على الشاطئ ، عليك أن تغوص في أعماقه وتضربك موجاته وتقذفك تارة وتأتي بك تارة أخرى

 

حينها تقرر إن أحببت البحر بمياهه المالحه وأمواجه المجنونة أم لا

 

الحب ليس لهفة البدايات الحب هو الشغف الذي لا ينتهي هو دقة القلب التي لا تخفت هو لهفة اليوم وغداً والضياع حين يغيب طرف عن الآخر

 

هو نبض القلب الموجع الذي يتلاشى ألمه حين يرى من أحب

هو الأمان أولاً ثم بقية المشاعر التي تثبتها عواصف المواقف

 

وحين نجد الحب الحقيقي فكل أوجاعنا ومعتقداتنا الخاطئة ستختفي كل مخاوفنا من الحب سترحل دونَ أدنى مجهود

 

تلكَ الفراشات التي نشعر بها تتراقص حولنا سنشعر بها في أعماق قلوبنا

ذلك الدفء الذي يحيط ذراعينا حين نلتَف بالعناق لا نريده أن ينقضي

تلك الرعشة التي تصيب أيدينا حين يلتقي الكف بالكف فلا نريد لها أن تتوقف أبسط التفاصيل عنهم سنجدها محفورة بقلوبنا قبل عقولنا

 

تفاصيل التفاصيل سنجدها عالقة بين الوريد والوريد فقلوبنا أخيراً ستشعر بالإنتماء سينتابُنا إحساس غريب يدفعنا إلى الرغبة في تغيير أنفسنا للأفضل

 

سنشعر بالحب يتدفق إلى أعمق نقطة فينا كيف ومتى لا نعرف

كل ما سنعرفه أن الحب الذي نشعر به سيُصبح أخيراً له المعنى الحقيقي للحب

الحب الذي حين نغمض أعيننا عن رؤيته سنجد قلوبنا تراه بأعمق ما فيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى