مقال

الحرص على السلام

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الحرص على السلام
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 26 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد إن من آداب واحكام السلام هو الحرص على السلام بالألفاظ الواردة في السنة، وعدم الزيادة عليها أو النقصان، أو استبدالها بألفاظ أخرى مثل صباح الخير، أو يعطيكم العافية، والمحذور أن تكون هذه الألفاظ بديلة للسلام، أما إن سلم السلام الوارد في السنة ودعا بعد ذلك بما شاء فلا بأس، وألا يبدأ كافرا بالسلام فإن سلم عليه أحد من أهل الكتاب قال وعليكم، والكلام هنا في جهتين، الأولى وهو أننا لا نسلم على أهل الكتاب.

ولكن يجوز لحاجة البدء بغير السلام من التحايا، كطاب صباحكم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام “رواه مسلم، والثانية إذا سلم علينا أهل الكتاب، وهنا لا يخلو حالهم معنا من أحد أمور ثلاثة ذكرها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع فالأول أن يقول بلفظ صريح “السام عليكم فيجاب وعليكم، والثاني أن نشك هل قال السام أو قال السلام، فيجاب وعليكم” والثالث وهو أن يقول بلفظ صريح السلام عليكم فيجاب عليكم السلام لقوله تعالى “وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوه” فهذه الآية مع قول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين “إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم” يدلان على هذا التفصيل.

وإعمال النصوص كلها أولى من إهمال بعضها، وقال ابن القيم رحمه الله ” فلو تحقق السامع أن الذمي قال له ” سلام عليكم ” لا شك فيه، فهل له أن يقول وعليك السلام، أو يقتصر على قوله ” وعليك ” ؟ فالذي تقتضيه الأدلة الشرعية وقواعد الشريعة أن يقال له وعليك السلام، فإن هذا من باب العدل، والله يأمر بالعدل والإحسان، فندب إلى الفضل، وأوجب العدل، ولا ينافي هذا شيئا من أحاديث الباب بوجه ما، فإنه صلى الله عليه وسلم إنما أمر بالاقتصار على قول الراد ” وعليكم ” بناء على السبب المذكور الذي كانوا يعتمدونه في تحيتهم، وأشار إليه في حديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها فقال ” ألا ترينني قلت وعليكم، لما قالوا السام عليكم ؟ ثم قال “إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم”

والاعتبار وإن كان لعموم اللفظ فإنما يعتبر عمومه في نطير المذكور، لا فيما يخالفه، فإذا زال هذا السبب وقال الكتابي سلام عليكم ورحمة الله، فالعدل في التحية يقتضي أن يرد عليه نظير سلامه، وبالله التوفيق” لقد حرص الصحابة الكرام على سنة السلام، ومما يبين ذلك هذه الآثار هو ما روي عن الأغر أغر مزينة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر لي بجريب من تمر عند رجل من الأنصار، فمطلني به ، فكلمت فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال “اغد يا أبا بكر فخذ له تمره” فوعدني أبو بكر المسجد إذا صلينا الصبح، فوجدته حيث وعدني فانطلقنا فكلما رأى أبا بكر رجل من بعيد سلم عليه، فقال أبو بكر رضي الله عنه أما ترى ما يصيب القوم عليك من الفضل؟ لا يسبقك إلى السلام أحد، فكنا إذا طلع الرجل من بعيد بادرناه بالسلام قبل أن يسلم علينا” رواه الطبراني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى