مقال

مجتمع المسلمين مجتمعا فاضلا

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن مجتمع المسلمين مجتمعا فاضلا
بقلم / محمــد الدكـــروري
اليوم : الأثنين الموافق 27 نوفمبر

الحمد لله على احسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه واشهد ان لا اله الا الله تعضيما لشانه واشهد ان محمد عبده ورسوله الداعي الى رضوانه وعلى اله واصحابه وجميع اخوانه، لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوجه أصحابه إلى العمل، ويجنبهم البطالة والمسألة فإذا جاء أحدهم إليه صلى الله عليه وسلم يسأله مالا وكان قويا على العمل وجهه إلى العمل وحثه عليه، وبيّن له أن العمل مهما كان محتقرا في أعين الناس فهو أشرف للإنسان من التسول والمسألة، ومما يروى في ذلك أن رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله، فقال ” أما في بيتك شيء؟ قال بلى، حلس نلبس بعضه، ونبسط بعضه، وقعب نشرب فيه الماء، قال ائتني بهما، قال فأتاه بهما، فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، وقال من يشتري هذين؟

قال رجل أنا آخذهما بدرهم، قال من يزيد على درهم؟ مرتين أو ثلاثا قال رجل أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه، واخذ الدرهمين، وأعطاهما الأنصاري وقال اشتر بأحدهما طعاما فأنبذه إلى أهلك، واشتر بالآخر قدوما فأتني به، فأتاه به، فشد فيه صلى الله عليه وسلم عودا بيده، ثم قال اذهب فاحتطب وبع، ولا أرينك خمسة عشر يوما فذهب الرجل يحتطب ويبيع، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة، لذي فقر مدقع، أو لذي غرم مفظع، أو لذي دم موجع” رواه أبو داود، وإنه لو تحقق أن كف المسلم لسانه عن إيذاء الناس وكف يده كذلك عن إيذاء الناس.

فلا يكسب بيده شرا وإنما يُعملها في الخير والنفع، ولو تحقق هذا لصار المسلم آمنا في سفره وفي إقامته وفي بيته وخارج بيته ولصار مجتمع المسلمين مجتمعا فاضلا على ما يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولساد الأمن والأمان مجتمع الإسلام، وكما صار من الوضوح بمكان ارتباط سائر أنواع الأمن بعضها ببعض، فلا أمن اجتماعيا من غير أمن اقتصادي ففي مجال الأمن الاقتصادي فإن قوامه في الإسلام ضمان حد الكفاية لكل فرد, أي المستوي اللائق للمعيشة وليس مجرد حد الكفاف، أي المستوي الأدنى للمعيشة مما عبرت عنه الآية الكريمة فى سورة المعارج ” والذين فى أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم” وقوله تعالى فى سورة النور ” وآتوهم من مال الله الذى آتاكم” فحيازة البعض للمال في الإسلام ليست امتلاكا.

وإنما هي أمانة ومسئولية لأنه خليفة علي هذا المال وقوله تعالي فى سورة التكاثر ” ثم لتسألن يومئذ عن النعيم” وقوله تعالى فى سورة الحديد ” آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه” ومن هنا جاء قول الرسول صلي الله عليه وسلم “أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد في فقرائهم فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم” رواه أبوداود، وقول الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه “إن الله فرض علي الأغنياء في أموالهم بقدر ما يكفي فقراءهم” فالأمن الاقتصادي المتمثل في عدالة توزيع الثروة، كما دعي الإسلام إلي كل وسائل الأمن والاستقرار من أجل مزيد من الازدهار الاقتصادي والغني حيث أنه لا بأس بالغني لمن اتقي، والعشرة المبشرون بالجنة كان من بينهم تسعة من أغني أغنياء الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى