مقال

الدكروري يكتب عن ما فرطنا فى الكتاب من شيء

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الثلاثاء الموافق 19 مارس 2024

الحمد لله وفق من شاء للإحسان وهدى، وتأذن بالمزيد لمن راح في المواساة أو غدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نرجو بها نعيما مؤبدا، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله أندى العالمين يدا وأكرمهم محتدا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أهل التراحم والاهتدا وبذل الكف والندى، ومن تبعهم بإحسان ما ليل سجى وصبح بدا، وسلم تسليما سرمدا أبدا، ثم أما بعد روي عن عبدالله بن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة، فيقال هذه غدرة فلان بن فلان” رواه البخاري، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” قال الله ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره” رواه البخاري. 

وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال ما خطبنا نبي الله صلى الله عليه وسلم إلا قال “لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له” وعن بُريدة رضي الله عنه، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما نقض قوم العهد قط، إلا كان القتل بينهم، ولا ظهرت الفاحشة في قوم قط، إلا سلط الله عليهم الموت، ولا منع قوم الزكاة، إلا حبس الله عنهم القَطر” عن بريدة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميرا على جيش، أو سرية، أوصاه في خاصته بتقوى الله، ومن معه من المسلمين خيرا، ثم قال “اغزوا باسم الله، في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا، ولا تغدروا أي ولا تنقضوا العهد، ولا تمثلوا أي لا تشوهوا القتلى، ولا تقتلوا وليدا أي صبيا، وإذا لقيت عدوك من المشركين، 

فادعهم إلى ثلاث خصال، فأيتهن ما أجابوك، فاقبل منهم، وكف عنهم، ثم ادعهم إلى الإسلام” رواه مسلم، وعن رفاعة بن شداد، قال كنت أقوم على رأسِ المختار، فلما عرفت كذبه، هممت أن أسل سيفي فأضرب عنقه، فذكرت حديثا حدثناه عمرو بن الحمق، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” من أمّن رجلا على نفسه، فقتله، أعطي لواء الغدر يوم القيامة” رواه أحمد، واعلموا يرحمكم الله إن في كتاب الله عز وجل، وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ما ينير الطريق، ويوضح المعالم، ويهدئ النفوس، وصدق الله العظيم إذ يقول “ما فرطنا فى الكتاب من شيء” وقد وصف الله الفئة المؤمنة بآيات كريمات في مطلع سورة سميت باسمهم، أعطتهم صفاتا مطمئنة ومريحة، لأنهم في يقين ورضا.

أما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك وترك فيهم وصية خالدة تريح النفوس، وتهدئ المجتمعات وتضمن العدالة وسمو المكانة والاستقرار لمن اتبع ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم “تركت فيكم أمرين لن تظلوا بعدي ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي” ففيهما المخرج من كل معضلة، وفيهما الحل لكل مشكلة، وفيهما هدوء البال، وراحة الضمير، والراحة من كل قلق، وفيهما الرابطة القوية بالله عملا وبشرعه منهجا وسلوكا، فقد قال بعض العارفين “كنت كلما ألم بي مشكلة، أو ضجرت من أمر يقلقني، ألجأ لكتاب الله، فأفتحه وينفتح معه الهدوء والاطمئنان لنفسي، لأنني أجد فيه حلا لكل أمر، وخروجا من كل مصيبة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى