مقال

تربية الأولاد على التقوي

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن تربية الأولاد على التقوي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 5 ديسمبر

الحمد لله الأول والآخر والظاهر والباطن، فهو الأول فليس قبله شيء، والآخر فليس بعده شيء، والظاهر فليس فوقه شيء، والباطن فليس دونه شيء، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء، وسيد المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم، أما بعد إن لنا في القرآن الكريم عبرة في مواجهة المحن، وفي مواجهة الخطوب فهذا نبي يعقوب عليه السلام يأتيه نبأ فقدان ابنيه فكيف واجه هذه القضية؟ هل واجهها بضعف وذل وخور لم يسع ولم يكن إيجابيا في التعامل مع هذه القضية؟ أبدا بل إنه واجهها بالصبر، وإنه واجهها بعمل إيجابي بتوصية أبنائه بالعمل الجاد للبحث عن إخوانهم، ونحن الآباء تصيبنا النوائب وتنزل بنا الأضرار، فننتظر من يأتي ليخلصنا، من يأتي لحل مشاكلنا، إن مشاكل الأفراد والأسر والشعوب والبلدان لا تحل بعصا سحرية.

بل هذه المشاكل تحل بالأعمال، تحل بأن يكون المسلم إيجابيا في حياته يسعى للتغيير ويسعى للحد من هذه المشاكل وهذه المعاناة التي يعانيها الإنسان، ويروي أنه لما خرج عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وآل عمر كان عندهم مراقبة الله عظيمة، فقد خرج عبد الله بن عمر بن الخطاب إلى البر يوما فرأى راعي غنم، فقال أعطني شاة، قال ليست ملكا لي، أنا عبد عند سيدي وموكل عليها في الرعي أمانة عندي، قال قل لسيدك أكلها الذئب، قال الراعي فأين الله؟عبد الله بن عمر أراد يختبر العبد، قال قل لسيدك أكلها الذئب، قال العبد فأين الله؟ فبكى عبد الله بن عمر، وأعتقه، واشترى له الغنم ووهبها إياه، وقال كلمتك أعتقتك في الدنيا، وأرجو أن تعتقك عند الله يوم القيامة، فمثل هذه القصص لو أنك قصصتها قبل النوم على أولادك.

مثل قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقصة عبد الله بن عمر، وكيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم يربي الأولاد على التقوى، ومعروف أن آل البيت لا تحل لهم الصدقة، لهم من الخمس من مصارف بيت المال يأخذونه، فكان هناك تمرة في بيت النبي صلى الله عليه وسلم جاء الحسن بن علي وهو غلام صغير فأخذ التمرة ليأكلها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “كخ كخ أما علمت أنا لا نأكل الصدقة” رواه البخارى ومسلم، وهكذا تقوم بتعليم الولد من الصغر قضية التقوى، وأن هذا المال ما دام لا يجوز لك فلا تأكله، ورباه على قضية التورع مما لا يجوز، ونحن نعيش في هذا العصر انفتاحا عالميا، وثورة معلوماتية، وتقنيات حديثة لها آثار خطيرة على شبابنا وفتياتنا، الذين هم عماد الأمة وسبيل نهضتها وهم زينة حاضرها وأمل مستقبلها.

ولذا وجّه الأعداء لهم سهامهم ورموهم بِها، وحاولوا تضليلهم وإغراءهم، عن طريق وسائل الإعلام المختلفة وأخطرها وأكثرها ضررا الإنترنت الذي يبثون من خلاله ما يشاءون، ويشوهون صورة الخير وأهل الخير، ويدسون السم بالدسم، ولقد أصبح الإنترنت شرا مستطيرا وبلاء خطيرا ووسيلة لهدم الدين والأخلاق والقيم, ولقد ضيّع أوقات كثير من الشباب والفتيات ونقلهم إلى عالم افتراضي يدعو إلى الفوضى والانحلال، والبعض لا يدركون عواقب الأمور ومصيرها ولذا فمعظم المستخدمين له من فئة الشباب والفتيات، يرون أن في الإنترنت وسيلة للهرب من المشاكل اليومية، وأصبحت إغراءات الألعاب الإلكترونية وتصفح الإنترنت لأبناء هذا الجيل لا تقاوم، وقد تصل بالفعل إلى حد الإدمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى